الثلاثاء، نوفمبر 14، 2006

المدينة تحتضر





كالعادة استيقظت على صوت الساعة بجوار فراشي تعلن عن موعد استيقاظي دائما في تمام السابعة حتى في أيام العطلات استيقظ في تمام الساعة السابعة صباحا لكن في هذا اليوم انتابني شعور غريب اعتقد أنني نمت كثيرا لمدة لا أستطيع تحديد مداها ربما أيام أو شهور ألم غريب يعصف برأسي أحاول النهوض لا أستطيع …… أقاوم آلامي انهض اتجه إلى النافذة افتحها يتسرب منها ظلام دامس المدينة تغرق في ليل بلا حدود تبدوا شوارعها فارغة كتلة صماء آلاف من البيوت المعلبة دخان كثيف يغلف الطرقات صمت مطبق لا يشقه سوى صياح ديك عجوز …. رائحة عفنه تسيطر على هواء ساكن لا يتحرك برودة شديدة تسرى في أوصالي لا اعلم من أين تأتي لكنها تغمرني .

اتجه إلى ساعتي انظر فيها أجدها قد تعدت السابعة بقليل ارتدي ملابسي أهيم في شوارع المدينة ابحث عن الضوء دائما دخان والرائحة العفنة في الهواء الساكن تتزايد تملأ صدري المدينة خالية إلا من حيوانات الليل الشاردة تتحرك في حرية كأنها تملكها والمباني الشاهقة تقف صماء كالجثث.


اصل إلى النهر وقد حلت الرائحة العفنة محل الهواء النهر ساكن لا يتحرك مياهه راكدة وطبقة طحلبية خضراء تتكون فوقه وبعض الأسماك تتقافز تحاول الهرب … اصرخ بأعلى صوتي…… يعود الصدى بآلاف الصرخات تخترق أذني صرخات أشبه بصرخات الموتى….. تتحرك الأشياء داخل الكتل الصماء تظهر منها وجوه شاحبة تتحرك في آلية والحيوانات الليلية الشاردة تتحرك معها في هدوء. ألمح أشجار أوراقها ذابلة وطيور تجلس عليها دون حركة دون صوت .


تنتابني رهبة غريبة أهرول في اتجاه المنزل .الطرق في الظلام متشابهة أخيرا اصل إليه ……… اجلس وحيدا لا أعلم كم من الوقت مر وأنا في هذه الجلسة حبيس داخل المنزل أحاول فهم ما يحدث . جميع منافذ المنزل مغلقة هدوء تام من الداخل إضاءة خافته مبعثها مصباح صغير في اعلي الحجرة …. أقاوم رهبتي أعود إلى طرقات المدينة .


المدينة تغرق في الزحام آلاف من الوجوه الشاحبة تسير عارية في صمت دون أدنى صوت لا يشق الصمت سوى صياح الديك العجوز والوجوه الشاحبة تتحرك عارية في آلية تامة باتجاه النهر.. الدخان والرائحة الكريهة اصبحوا من سمات الجو .


اتجه ناحية النهر الطبقة الطحلبية الخضراء تزيد تغطى مياه النهر وتتجه ناحية البر أحاول أن أزيل الطبقة الخضراء وقد برز من وسطها بعض الوجوه الشاحبة لا أستطيع تبدو كطبقة خرسانية ضخمة

.. يكثر الهدوء صوت يأتي من خلفي التفت إليه بسرعة ألتقي بعينين باردتين قشعريرة تسرى في جسدي.. يقف أمامي منتصبا يرتدى الكثير من الملابس والحلي في جانب ملابسه يضع سله ضخمه بها كثير من الأشياء المختلفة (المال والطعام وأشياء لا أستطيع تميزها يغطيها الدم)….. يتجه ناحيتي لا أستطيع التحرك يحاول سلبي سترتي أحاول دفعه لا أستطيع يقبض على رقبتي بكفتيه الكبيرتان أحاول المقاومة اشعر بالاختناق ابحث عن بعض من الرائحة الكريهة لا أستطيع أصاب بدوار تخور قواي.


اشعر ببرودة تسرى في جسدي افتح عيناي المسدلتين أجد المادة الخضراء اجتاحت المدينة تلتهم الوجوه الشاحبة دون أن يبدر منهم أي مقاومة . انهض اكتشف أنى عاري أحاول أن أجد شيئا يسترني أجد الجميع عرايا أسير في وسطهم أرى من بعيد كثيرا من ذو العيون الباردة مرتدين ملابسهم ويتحركون بحريه يسوقون آلاف من ذو الوجوه الشاحبة العراة في سهولة ويسر. يوسعونهم ضربا يقتلونهم يسقط منهم المئات يسقطوا ثم ينهضوا ثم يسقطوا .حيوانات الليل الشاردة تتحرك في سهولة تنهش في أقدام ذو الوجوه الشاحبة تسقطهم تنهش صدورهم ووجههم .


أحد ذو العيون الباردة يلمحني يسلط عينه على أشعر بمدى عري يتجه نحوي بسرعة انطلق أهرول اسقط انهض ابحث عن الضوء أجد المادة الطحلبية وقد انطلقت تسقط الكتل الخرسانية الصماء الشاهقة تقضى على ذوى الوجوه الشاحبة العراة يسير عليها ذو العيون الباردة بأحذيتهم في سلاسة ولا يسقطون .


يشق أذني صوت صياح الديك العجوز اتبعه اصل إلى مقابر المدينة وقد انقطع صياحه ابحث عنه أجده وقد سقط في وسط المدافن احمله ينظر إلى وقد أنهكه التعب .

اسأله لم توقفت عن الصياح؟ يجيب بصوت متهالك وعيون اعتقد إنها لم تعد ترى (مللت وقد طال انتظار الشمس ولم تأت )

اصرخ به انهض نادها فالعيون الباردة احتلت المدينة والكتل الطحلبية دمرتها

ينظر إلى ويقول وينطق بأنفاس متقطعة (لن تأتى الشمس فالمدينة تحتضر)

يلفظ نفسه الأخير بين يدي ……تنطلق من صدري صرخة يصل مداها إلي السماء أصيح المدينة تحتضر يعود الصدى بآلاف الآهات.


…. تتفتح القبور حياة عجيبة تسرى بينها. ينهض الأموات يتجهوا ناحية المدينة يسيروا على الكتل الطحلبية الضخمة يتصايحون. يتألم ذو العيون الباردة يسدون آذانهم يتساقطون تبتلعهم الكتل الطحلبية الضخمة حتى رأسهم . تتحرك الطيور الساكنة من على الأشجار تنقر رأس ذو العيون الباردة فتنفجر رأسهم تخرج منها مادة تذيب الكتل الطحلبية الضخمة. تندفع مياه النهر تحمل معها الأسماك تقفز فرحا تقل الرائحة العفنة في الهواء الساكن يسقط أول شعاع من الشمس يشق الدخان الكثيف الهواء الساكن يبدأ في التحرك … تزيد صرخات الأموات تتدافع الطيور تفجر رأس ذو العيون الباردة . ينقشع الدخان تماما وتذوب المادة الطحلبية الخضراء. تنتهي الرائحة العفنة من الهواء مع سطوع الشمس كاملة …وذوى الوجوه الشاحبة لازالوا يتحركوا في استسلام ناحية النهر الذي ذال عنه الكتل الطحلبية تماما ليسقطوا فيه مع ذوى العيون الباردة ليبتلعهم في هدوء.


الحلم



الحلم

( يوم فاشل أخر) ..انتابه هذا الشعور بعد رؤية أول شعاع من الشمس تسرب من خلال النافذة المغلقة عند استيقاظه أتجه إلى النافذة فتحها. ضوء الشمس الساطع أعجزه عن الرؤيا للحظات . المنزل القديم أمامه فى الحارة الشعبية الضيقة يحمل الزينات والأعلام والأنوار تغطيه. تفاءل للحظة ثم تذكر أن اليوم هو يوم زفاف حبيبته يوم رفع الفرح من حياته يومه إعدامه .
لم يحزن كثيرا!!! لم يفهم لماذا ؟ ربما اعتقد انه سوف يغرق فى بحر من دموعه أو انه سوف يغلق غرفته ولا يغادرها لعدة سنوات بعد يوم مثل هذا اليوم لكنه لم يحزن !ربما لكونها النهاية المتوقعة لكل قصص الحب الرومانسية القديمة . اتجه إلى باب غرفته جذبه فى هدوء طالعه وجه أمه طبع قبلة على وجنتها نظرت له بنظرة ألقت كل أحزان الدنيا عن كاهله .
جلس أمامها على المائدة يتناول إفطاره . بعد موت والده اصبح هو المسؤول عن أمه وأخته لذلك اعتاد أن يفعل نفس ما كان يفعله والده . يستيقظ صباحا يتناول الفطور مع والدته قبل ذهابه إلى العمل ثم يعود للغذاء ويقضى الوقت معهم هكذا كان والده يفعل وهذا هو ما يفعله الآن.. تناول كوب الشاى رشف منه رشفة استنكر طعمه المر وما لبس أن تذكر انه يشربه دون سكر فاستساغ طعمه تناول معه الخبر والجبن وانهى إفطاره بقطعة خبز تحمل بعض المربى من طبق شبه فارغ برك بقيته لأمه وأخته.
(يوم فاشل أخر ) ..رددها لنفسه وهو فى طريقه إلى العمل ( كم يكره عمله ) تمالكه هذا الشعور وهو يصعد السلم متجها إلى غرفة الجراحة بقسم الطوارئ بالمستشفى الحكومى التى يعمل بها ارتدى البالطوا الأبيض علق سماعته على كتفه ألقى نظرة فى أنحاء القسم لا شئ جديد كل شئ هادئ الزحام كما هو الممرضات يتسارعون يحاولوا تخفيف آلام المرضى الذين تتعالى صيحاتهم فلا يعلوا شئ على صوت الألم .
من بعيد برز رجل يحمل طفل صغير تنزف منه الدماء تهرول خلفه امرأة تتلاحق أنفاسها وتتشتت نظراتها فى كل اتجاه . اتجهوا مباشرة إليه بعد إشارة سريعة من يد ممرضة قابلتهم فى منتصف الطريق عين الرجل المتوسلة أول ما رآه تم سمع صوته بعد ذلك ,, ابنى يا دكتور أصابه طلق نارى؛؛ هدأ من روعه وعهد بالطفل إلى ممرضة حملته إلى غرفة العمليات استعد بسرعة اتجه إلى الغرفة فقد حان وقت العمل لم يستغرق كثيرا فقد تمرس على مثل هذه الحالات اخرج الرصاصة طهر لجرح أهر بمتابعة حالة الولد وخرج إلى الردهة وجد الأب مع ضابط شرطه يخبره كيف أن ابنه أصابه طلق نارى فى مشاجرة لا يعلم عنها شيئا .
عندما رآه الأب اتجه أليه مسرعا (لا تخف ابنك بخير ) قالها بثقة ونشوة بالغة وغريبة . تعلقت الأم به تركت بعض دموعها على وجهه لم يجفف الدموع فقد ذادت من نشوته هذه النشوة التى تنتابه كلما شعر انه استطاع إسعاد إنسان .
قبل أن يسترد أنفاسه باغتته الممرضة اتجها لغرفة العمليات فى الطريق أخبرته أن فتاة تم اغتصابها وطعنها عدة طعنات بسلاح حاد فقدت الكثير من الدماء والحالة خطرة . فى غرفة العمليات وجدها سانة تنزف دماؤها وحولها فريق من الأطباء نظر إلى وجهها انتابته رعشة غريبة للحظة تمنى أن يرى من فعل بها هذا ليخلصه من حياته . دخلت الفتاة فى غيبوبة ولم يعد فى وسعهم سوى انتظار اللحظات القادمة ليروا أمر الله . الحياة أو الموت لا يوجد معنى آخر للانتظار.
فى طريق عودته للمنزل مر على أحد المستشفيات الخاصة ليرى نتيجة مسابقة كان قد التحق بها قابله عامل الاستقبال بابتسامه تحمل كل برودة الدنيا اخبره انه لم يوفق سأله عن من فاز بها اخبره باسم أحد زملاؤه أبوه أحد كبار الأطباء بالمستشفى .
غريبة هى هذه الحياة كل شئ اصبح حكرا يورثه الآباء للأبناء المعيدين بالجامعات أبناء الأساتذة والدكاترة ووكلاء النيابة أبناء المستشارين الأطباء أبناء الأطباء للحظة تخيل أن الملكية عادت من جديد الأغنياء يزدادون مالا والفقراء يزيدون فقرا .
مر على المقهى سحب مقعد جلس أمام رجل يتحدث مع كثير من الشباب أمامه ظل صامت جاء عامل المقهى حاملا كوبا من الشار دون سكر قبل أن يطلبه نظر الرجل إليه بعد أن فرغ من الحديث مع الآخرين اخبره انه لم يستطيع الحصول على عقد له فقط كل ما عليه الانتظار بضعة أيام أخرى وان يجهز المبلغ اللازم للحصول على العقد وتذكرة السفر ولوازم الإقامة .
ترك الشاى ورحل دون أن ينطق بحرف ربما هى المرة الألف التى يسمع فيها هذا الكلام فدول النفط الآن تستعين بالخبرات الأقل تكلفة ولكنه لا يستطيع سوى أن يحاول وان يستمر فى المحاولة.
استغرب عندما وضع قدمه فى الحارة التى يسكن بها سيارة فارهه تسد طريق كل من يحاول المرور شئ لم يراه من قبل هنا فى هذا المكان قبل أن يصل إلى المنزل طالعه وجه حبيبته للحظة ظن إنها تتجه إليه ثم اكتشف أنها تتجه داخل السيارة الضخمة أمامه وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة موجهة له تذكر كلماتها ,, أن لم يكن الحب فلتكن احسن الصفقات ؛؛ صفق لها كثيرا وابتسامة غريبة تعلوا وجهه .
داخل منزله وجد أمه واحته تنتظرانه لتناول الغذاء تناول طعامه معهم واتجه لغرفته للراحة قليلا نظر لوجهه فى المرآة ثم ابتسم ابتسامة ساخرة القى ملابسه ومعها القى نفسه على الفراش حاول أن يغلق عينيه ويخلد للراحة هاجمه وجه الفتاة فى المستشفى حاول الهروب منه فلم يستطع استسلم له بكل ما فيه من براءة وجمال حتى غالبه النوم .
جاءته فتاة المستشفى فى حلمه تشع حولها نورا تسبح فى بحر من الموسيقى الناعمة مدت يدها له تراقصا معا ومن بعيد كانت هناك كلمة وحيدة تترد مع أنغام الموسيقى الحالمة ..,,مادامت الحياة باقيه لازال هناك أمل ؛؛ .
استيقظ على صوت فرقعات عالية وأشياء ضخمة تسقط مع صياح الناس فى الحارة اتجه إلى النافذة لم يستطع رؤية شئ من سحابة ترابية امتلأ الجو بها من حوله بعد بره وجد النزل القديم أمامه مكانه فارغ وأنقاضه تملأ الأرض استدار بسرعة وجد أمه وأخته خلفه اتجه إلى باب المنزل مسرعا يحاول أن يساعد الناس أو يسعف أحد من أهل الحارة صاحت به أخته لماذا تذهب فالمنزل سقط بالفعل .
رأى وجه الفتاه أمامه وشعر بدموع الآم على وجهه نظر إلى أخته وأتجه إلى الباب مسرعا وهو يردد داخل نفسه مادمت الحياة باقية فلازال هناك أمل .
tamer_silit
1995



هذه هى فتاتى

هذه هى فتاتى
لمحتها من داخل سيارتي على الجهة الأخرى للطريق كانت تقف في الانتظار كعادتها دائما
جأت مبكرة فهي تهوى قضاء اللحظات تضرب بعينها بين الوجوه تقتل ثقل الوقت تعبث أصابعها بخصلات شعرها المتناثرة فى حركه لا إرادية وعينها معلقة على عقارب ساعتها .
وأنا كنت أهوى أن أراقبها تنتظر اقف بعيدا عنها عند انحناءة الطريق أسلط نظري عليها وهى تندفع في حركتها ألا إرادية وملامح القلق ترتسم على وجها الحاني لتزيده سحرا وجمالا .
ضربت قدمها في الأرض بقوة (هذه هي فتاتي) هكذا قلت لنفسي عندما دفعت بأصابعها مرة أخرى لتعبث بخصلات شعرها ……. دائما كنا نلتقي فى نفس هذا المكان
وفى نفس هذا الوقت حتى أن أصحاب المحلات المجاورة اعتادوا على هذا المنظر بل انه كان منهم من ينتظر ليراه سنين طويلة مرت ونحن هكذا نلتقي أمامهم تتشابك أيدينا نسير سويا باتجاه النهر نتقاسم سويا أحلامنا …… نظرت في ساعتها مرة أخرى ألقت بنظرها على نحو مفاجئ في إتجاهي في حركه تلقائية غصت في مقعد سيارتي حتى لا تراني والابتسامة تملأ وجهي وكل مشاعر الدنيا الجميلة تتقافز داخل قلبي. اجل اعشقها لا أستطيع أن أنكر ذلك اعشق كل شئ فيها قامتها الممشوقة وحركات يديها المرتبكة التفافات نهديها الصغيرين حمرت الخجل التي تندفع فى وجنتها عيناها الواسعتين اللتان لا لون لهم مثل البلور المتساقط الذي يعكس سقوط الضوء عليه شعرها القصير الناعم المتساقط في عفوية على وجهها نبرات صوتها الجامدة أثناء غضبها التي سرعان ما تنهار أمام ابتسامه واحدة أو كلمه صغيره حانية …… اجل اعشقها فهذه هي الوحيدة التي تجعلني أحطم المستحيل لأجلها فالمستحيل خلق لكى يتحقق هكذا قالت لي وبهذا آمنت….
عقدت ساعديها أمام صدرها وبدأت قدمها اليسرى فى الاهتزاز أستطيع أن أتخيل حمرة الغضب على وجنتها والارتعاشة الضعيفة على شفتيها الكرزيتين الصغيرتين …… لا أستطيع أن اجعلها تنتظر اكثر من ذلك وإلا لن أستطيع أن أتحمل العواقب فقط كل ما على أن اذهب في اتجاهها لإقامة الحوار الدائم.
* اتأخرت
** معلش
• كنت فين
** زعلانة
*طبعا
**حقك على
ثم احتضن يديها ليذوب كل غضبها بين يدي.

فتحت باب السيارة عبرت منتصف الطريق في اتجاها وقع نظرها على …. للحظه تسمرت قدماي في مكانها من نظرة الدهشة هذه التي ملأت وجهها و الرعشة القوية التي انتفض بها جسدها وكأنها لا تنتظر أن تراني …. لم افهم لكنى اتجهت ناحيتها وأنا أتعجب من كل الحركات المرتبكة التي تطلقها يديها في الهواء ….
( ماما ) …. أطلقها طفل صغير يجرى في اتجاهها و بحركة تلقائية منها ثنت جسدها وفتحت ذراعيها أمامه ليلقى بنفسه داخلها وذراعه معلقه في رقبتها فردت قامتها وهى تحمله ونظرتها تتوسل إلى بأن ابتعد.
شرد ذهني تجمدت في مكاني عجز عقلي عن الفهم أو التفسير ……
اهتزازة قويه على كتفي تعود بي إلى عالم الواقع وصوت يأتى من خلفي (مالك واقف فى الشارع كده ليه)أدرت وجهي ناحية الصوت وقع نظري على وجه سيدة للحظة تخيلت انى لا اعرفه ثم تذكرت انه وجه زوجتي .
تلك التي كانت تقف تنتظر كانت فتاتي كانت هي الوحيدة التي تستطيع أن تجعلني أحطم المستحيل ( المستحيل خلق لكي يتحقق ) هكذا قالت لى وبهذا آمنت وكان المستحيل أن نفترق.
هذه هي فتاتي ولكن منذ زمن بعيد بعيدا جدا فنحن كنا وقتها اصغر من ذلك بكثير



حكايات ليس لها معنى ( الجنس فوق دماء شهيد )




حكايات ليس لها معنى
(الجنس فوق دماء شهيد)


(1) الحفلة
كان يجلس هو أسرته يرتدى جلبابه الأبيض يضغط بعقاله على رأسه يثبت غطرته المستوردة البيضاء . أولاده تلهو من حوله مع المهرج فى يوم الجمعة داخل محلات (ماكدونلز) بعد صلات الجمعة بقليل يلتهم سندوتشات (الهامبورجر ) ويسرح بنظره من خارج الواجهة الزجاجية فى منظر السيارات المسرعة فى الميدان .
فى الخارج كانت تقف فتاه مشردة لم تتعدى العاشرة من العمر تسلط نظرها عليه وعلى المهرج . نظر لها باستعطاف فاحتدت ملامحها.. نطقت بكلمات لم يفهمها من خلف الزجاج.
رفع نفسه من على المقعد بصعوبة. مسح جزء من الكاتشب السائل على جانب فمه خرج من المكان فى اتجاهها يحمل فى يده سندوتش الهامبورجر. يدفعه الفضول لفهم كلماتها
وقف امامها صامت وهى تنظر له بتحدي. أشارت الى الساندويتش فى يده قربه منها فى حنان .. (سوف تذهب الى النار ) قالتها له بصوت مرتفع . تجهمت ملامحه فار الدم فى رأسه .
(أنت تأكل لحم أخي سوف تذهب الى النار) قالتها بصوت يحمل غضب الدنيا وذهبت بجسدها الضئيل الى منتصف الميدان حيث السيارات المسرعة . ..

اخذ يفكر وهو يلتهم سندوتش الهامبورجر دون وعى وأولاده حوله يمرحون مع المهرج اذن العصر وهو ساهم يحاول ان يفهم لماذا سوف يذهب الى النار؟؟ ذهب الى الصلاة اصطف مع المصلين خلف الأمام . ترك قلبه يتحرك فى خشوع مع الصلاة بعد الصلاة ذهب الى امام المسجد وسأله ( هل أكل الهامبورجر حرام ؟ )
جاء رد الأمام قاطع ويقضى على كل الحيرة والأفكار التى تدور فى رأسه ( ليس حرام طالما لا يحتوى على لحم الخنزير او شحمه الذي حرمه الله )
*********************************
(2)السقوط

كان يصعد الطريق على حافة الجبل بجسده الضئيل الذى أنهكه قلت الطعام فى وقت الحصار .. بصعوبة يحمل جراب مصنوع من القماش صنعته له أمه ليضع داخله كتبه وأقلامه.
كان الطريق طويل وحافة الجبل تبعد كثيرا عن الأرض وهو يجر خلفه قدمه فى إصرار للوصل الى المنزل فى أعلى الجبل.. حذاؤه الممزق وجسده النحيف الذي لم يكتمل الرجولة زاد الأمر عليه صعوبة . مع انحناءة الطرق اهتزت الأرض اسفل قدميه خاف من السقوط فتوقف ظهرت أمامه دبابة ضخمه من دبابات العدو فى آخر الممر الضيق . كان يعلم إنها تحمل داخلها جنودهم. كان يعلم ان الممر لا يتسع لهم هما الاثنان. تسمر فى مكانه لمحه قائد الدبابة زاد من سرعة دبابته فى اتجاهه بسمه غريبة ارتسمت على وجه الفتى رغم تعبه وضع يده داخل جرابه حرك أصابعه فى هدوء نسى تعبه والمسافة تضيق بينه وبين الدبابة فى لحظه انطلق كالصاروخ فى اتجاهها اخرج يده من جرابه تحمل شيئا مرجحها الى الخلف وهو يعدو راءه السائق بحركة لا إرادية اغمض عينيه وانحرف بالدبابة فى قوة الى حافة الجبل سقطت الدبابة الى اسفل الجبل وانطلقت يدي الفتى فى الهواء لا تحمل شئ ..
*********************
(3) الجنس فوق دماء الشهداء
( دماء والدي هي التى تطعمكم الآن) قالها لزملائه فى فخر وهو يرتدى ملابسه داخل المسكن فى أحد فنادق الخمس نجوم فى شرم الشيخ و( والدي استشهد هنا ودفن هنا) قالها بتفاخر وهو يحكم رابطة عنقه ويتأمل ملامحه السمراء الوسيمة فى مرآة الغرفة .اتجه الى عمله فى (النيت كلاب) داخل الفندق حمل دفتر الطلبات وفتاحة النبيذ opener واتجه الى داخل الصالة ليمارس عمله . كانت الصالة مزدحمة براقصة روسية شبه عارية ترقص على نغمات شرقية والسياح من جميع الجنسيات يتمايلون مع كاسات الويسكي . لمح فتاه هناك تبتسم له اتجه الى المائدة فى هدؤ تجاذب معها أطراف الحديث طلبت زجاجة شمبانيا احضر الزجاجة وتفاخر بمهارته فى تقديم الخدمة إطار السدادة فى الهواء تطايرت فقعاة الشمبانيا تملأ ارض القاعة ملأ لها الكأس . وتركت رقم الغرفة .! بعد العمل تسلل فى هدؤ صعد الى الغرفة وجدها تجلس عارية مارس الجنس كما لم يمارسه من قبل ذابت بين يده وتأوهت يتساقط العرق من جبهته على جسدها ألقى بجسده العاري بجوار جسدها على الفراش المخملي حتى جف عرقه قام وارتدى ملابسه وضعت فى يده ورقه مالية ب 100$ وضعها بجيبه فى هدؤ وهو يسير فى اتجاه غرفته مع آذان الفجر
******************************
(4) البعض يفضلونهم أحياء
قامت الدنيا ولم تهدأ داخل الكينست الإسرائيلي عندما أعلن رئيس حزب العمل رفضه قتل الأطفال الفلسطنين .. اشرأبت الرقاب وتطاولت الألسنة وعارض الكثير الفكرة خوفا على أمن إسرائيل وكونها متطلبات الحرب والأمان وانقسم الكينست على نفسه وتطاولت الأيدي حارب من حارب ووافق من وافق واتفق الجميع على أستفتأ شعبي لترجيح كفة أحد الأطراف وعملا بالديمقراطية المطلقة فى إسرائيل .
فى المساء ألتقى الطرفان فى هدؤ محاولا كل طرف إقناع الأخر كافح زعيم اللكود من اجل إقناع الطرف الأخر بمدى حتمية قتل الأطفال فى الحرب ولكنهم لم يجد سوى أجابه واحدة من زعيم العمل ( آسف فنحن نحب تعذيبهم أحياء)
انصرف زعيم اللكود وهو ويردد داخل نفسه ونحن أيضا (بعضنا يفضلهم أحياء)*


7/9/2002
_______________

؟؟؟ الذى عاد!!




؟؟؟؟ الذي عاد .

لقد عاد قالها بعد أن اقتحم الدار بجسده الصغير وصدره الذى تتلاحق أنفاسه فتوقفت الأيدى الممدودة إلى طبق واحد وثبتت نظراها عليه فى صمت وما لبثت إلى أن تحول الجميع إلى الطبق الواحد يكملون بقايا الحديث .
لقد عاد قالها بإصرار هذه المرة فأجبرت الجميع على التوقف وتثبيت نظرهم علي هذا الجسد الصغير أضاف فى سرعة لقد رأيته معها فى مكانهم القديم عند نهاية النهر استطعت أن أميزه رغم الظلام اقسم بالله لقد عاد تشبثت به العيون تحمل مشاعر مختلطة داخلها منتظره أن يستطيع أحد إنهاء الصمت .
مع حلول الظهيرة انتشر الخبر فى القرية الصغيرة تارك سؤال واحد خلفه هل عاد حقا.
وصل الخبر إلى دوار العمدة محملا بالقلق مع كل من حوله فأطلق العمدة ضحكه عالية وأضاف فى تهكم ليته يستطيع العودة .
لم يغادرها يوما قالتها أمام معظم أهل القرية الذين تجمعوا أمام منزلها فى ستار الليل محاولين قطع الشك باليقين فى موضوع عودته .
لقد رأيته قالها عمدة القرية وملامحه تحمل كل ذعر الدنيا وخوفها برز أمامى فى منتصف الحقل من لا مكان فهلع الفرس وسقطت .
صوت الضحك فى المساء أمام البيوت الطينية الفقيرة والجميع يتبادل أكواب الشاى الدافئة يكسر صمت القرية الذى ساد منذ قرون والجميع يتناقل مشهد العمدة الذى سقط من على فرسه وجرى فى منتصف الحقول مهرولا كالمجنون حافى القدمين ملابسه ملطخة بالطين يكتسى وجهه بالرعب .
* سوف ينقلب الجميع ضدك إذا نفذت تهديدك
** سوف أموت إذا نفذ انتقامه
* ربما عاد من اجلها فقط
** سوف يصبح الجميع مثله إذا تركته ولن اصبح بعدها العمدة اعتقدت أننى قتلته مرة والآن وجب التأكد!!!!!!.
**لن يتركنا نواجه العمدة ورجاله وحدنا وهو يعلم أن كل ما نتعرض له الآن هو من اجله
*لماذا وقد تركناه يوما يواجهه وحده من أجلنا وغلينا الصمت عندما اعتقدنا انه مات
**لكنه عاد الآن
*ربما عاد من أجلها فقط وإلا لماذا تركنا نعانى كل هذه السنين دونه
**ربما كان اضعف من أن يظهر والآن يمتلك القوة
*عليه أن يعلم أن كل القرية تسانده
**ربما علينا أن نتحرك ونواجه العمدة حتى نشجه على الظهور ومساندتنا
*كعادته دائما ظهوره يعطينا الأمل
**لكن ماذا لو لم يظهر ؟؟؟

تسللت فى هدوء بثوبها الأخضر بين دخان الحقول المحترقة لم تأبه لصيحات الألم فى القرية واتجهت إلى مدافن القرية القديمة وقفت أمام قبر مهدم على أطراف المدافن بدا من مظهره انه لم يهتم به أحد منذ سنين أو يزوره رتلت بعض آيات القرآن وعادت أدراجها إلى القرية وعندما سألها أحد أطفال القرية هل عاد حقا أجابته فى هدوء وعلى وجهها ابتسامة يملأها الألم لم يغادرها يوما .
Tamer_Silit
7/7/2003
7.15 am

الاثنين، نوفمبر 13، 2006

صانع الاحلام




(صانع الاحلام فضل الرحيل)
قالها وانطلق فى طريقه بعيدا عنها يدفن نفسه فى وحدتى أخر بقايا حياته وحقيقته الوحيدة الباقية
لم يشتكى الزمان او يلعن الوجدان فقط بقى قابعا فى وحدته ساكنا يتشرنق يغزل نهاية احلامه يطفئ بقايا
شموع مشاعره .
سار وحيدا فى الشارع المزدحم طريق العودة يحمل الاف الوجوه تتلاحم وتتداخل تضيع فيها الايام والاشكال
والألوان وجوه فقدت الملامح تتحرك فى تلقائية غريبة بين اقدام الزمان كدمى وعرائس خشبية تمثل مسرحية
هزلية كتبت دون بداية او نهاية فقط تتحرك فى يد السيد دون توقف أو تعب تراجيديا الحياة لا ينهيها
سوى انقطاع الخيط او أصابت السيد بالملل .
ما معنى ان تكون مجنون وسط الاف العقلاء أو تكون عاقل وسط الاف المجانين أختلط عقله بقلبه وحطمت حياته
ايامه .
هو ..... من كان لا يعرف اليأس يوما
هو من كان يحمل الكون بين ضلوعه
هو من كاد يهزم المستحيل يحطم القواعد والحواجز يتمرد على الماضى يحلم بمستقبله .
هو من كان يحمل حب الدنيا فى قلبه
من كان يملك سر القوة والقوة تكمن فى مشاعرصدمته دوامة الحياةخارة قواه وهنت مشاعره .
الحب الغد الحلم المستحيل صخور صلده بناها وعلى مرساها تحطمت سفينته ليغرق وحيدا فى دنيته .
(لا تحارب العالم فالعالم يبغى البقاء )
قالها والده منذ سنين لا زالت تتردد فى أذنه لم يعلم معناها إلا الأن لم يهرب يوما من الواقع أو يغير
حقيقة الاشياء لكنه كان ينسج دنيته بقوته يأخذها معه يسكنها قصرا داخل قصور مشاعره لم بعترف بالمال
أو القوة أو السلطان فقت كان يحلم بمشاعره سصنع أحلامه داخل دنيته يسعى إليها يحارب ينتصر إو يهزم
لكنه لم يمل يوما أو يعلن الأنسحاب لإاصبح صانع الأحلام محقق الآفكار .
حبيبته .... علمها كل ما يعرفه هو صنعها هو كتب لها حلمها فكان حلمها ونهاية فكرها صنع دنيتها به
فكان حياتها ووجودها صب حبها فى قلبه ملأهحتى اصبح ملكها فصارت هى منه وصار هو لها .
مع كثرت التصادم فى بحور الحياة الحب تحقيقه الوصول به لمنتهاه خارت قواه عبددت من جعبته الاحلام حارب
كثيرا فصارت روحه بقايا من جروح . المنزل المال متطلبات الحياة صدمته فحققها ونال ما ابتغاه إلا حبيبته
جأت إليه تعلن الرحيل تودعه تعلنه بأنها صارت ضعيفة وهنت أمام القصر المال الذهب المرصع بالماس .
أين الحب؟ سؤال بغيض تدافع فى رأسه لين المشاعر أين الحلم الجميل ؟
أين كل شئ حارب لأجله ؟
أكل شئ سحقته اقدام الحياة.
رحل وحيدا فى دنيته يتأوه من كثرة جروحه اَه بطول حياته تأتى لتحطم غده ولكن ماذا يحمل غده ؟
شمس قمر ليل خطوات تائهة مرتبكة تبحث عن حلم جديد تبحث عن وجه جديد ربما يمون الحلم غانية ربما يكون
الحلم موت أو حياة أو حتى غد جديد .
لكنه لن يكون الحبلن يكون العمر لن يكون شمس ترسى علة الوجوه الملامح وتعيد بريق الألوان .
صانع الاحلام قضل الرحيل . حمل حقيبته على كتفه وسار داخل شرنقته وحيدا يبحث عن دنيا جديدة يصب فيها
احلامه يعلمها سر قوته يحطم فيها شرنقته ليخرج لكل الناس بأحلامه قاصى عنيد يطلى الحياة بألوانه يعلمها
دفء المشاعر يحارب فيها كل شئ بغيض.
لن يقتله اليأس يوما أو يحاصره الخوف فسوف يعود ليعلم الجميع كيف تكون صناعة الأحلام . كيف تكون للمشاعر
حقيقة وروح وكيان .
سار وحيدا يبخث عن دنيته الجديدة ليعيد شموع مشاعره ويحطم شرنقة وحدته ليخرج احلامه من جعبته ويلقيها
وسط الزحام فربما يعود يوما ليكون محقق الأحلام



عندما سقطت وطنيه



عندما سقطت وطنيه

نظرت من الشرفة المطلة على الحارة الشعبية الضيقة . ثبت نظرى على المنزل القديم المتهدم أمامى أنتابتنى أحاسيس كثيرة متضاربة تحمل معها حنين الذكريات .
أربعة سنين من الاغتراب خارج الوطن من أجل جمع المال والعودة ومحاولة تصحيح الخطأ . أربعة سنين من الحنين إلى الأهل والحارة الشعبية والمنزل القديم . أربعة سنين من الأغتراب حطمت داخلى الكثير من المشاعر ولكنها دائما ابقت على اشتياقى إلى الوطن وإلى وطنية .
****
أين ذهبت وطنية ؟
تردد السؤال فى رأسى كثيرا وأنا أتأمل منزلها القديم المتهدم أمامى . ذلك المنزل الذى أحتضن سنين طفولتى الجميلة مع ضحكات وطنية الصافية ووالدها الشيخ مجاهد إمام الجامع الصغير على مدخل الحارة وشقيقاتها الثلاثة . ذلك المنزل الذى يخلو من كل مقومات الحياة ماعد الحب الذى يجمع رجال الحارة واطفالها فى ايام الشتاء الباردة حول الشيخ مجاهد ليستمعوا إلى احاديثه التى تحمل كل يوم طعم مختلف . يوم تحمل سيرة الرسول ويوم حكايات السيرة الشعبية و يوم تحمل ذكرياته عن أيام دراسته بالأزهر ووطنيته وكيف أنه دفع ثمن وطنيته وأصراره على الدفاع عنها بأن تم فصله من الأزهر بعد أن تم إعتقاله . ولكن لا أحد يستطيع ان ينسى وجه الشيخ مجاهد كلما بدأ حديثه عن ذكرياته فى الشباب والتى تجعل الدماء تندفع إلى وجهه ليبدوا شابا رغم سنين عمره التى تجاوزت السبعين فيملأه الزهو والفخر بوطنيته كلما تفاعل الجمع معه وزاد انصاته فيرتفع صوته أكتر واكثر ليملاء جوانب الحارة الضيقة
****
(لا قيمة للوطن من دون وطنيه ) هكذا كان يقول الشيخ مجاهد لنا كلما سألناه عن معنى اسم وطنية ( اسميتها وطنيه حتى لا تضيع مع الحياة ) .لكن ضاعت وطنية كما ضاعت سنين الاغتراب وسقط المنزل الذى كان يحتوى الجميع . ضاعت وطنية الفتاة الصغيرة التى كانت تنطلق فى الحارة حافية القدمين وتقتحم جميع البيوت المعدمة دون أن يستطيع أحد أيقافها لتخرج منها بقبلة على وجنتها والقليل من الخبز أو البسكويت أو المحشى لنتقاسمه جميعا معا فى فرحة الاطفال . ضاعت وطنيه بجرأتها التى كانت تستطيع معها أن تقترب من مظلوم مجزوب الحارة بجسده الضخم فى أشد ثوراته عندما يبدأ فى الصياح والسب موجهه لجميع أهل الحارة دون أن يستطيع أحد من أهل الحارة كبيرها وصغيرها الأقتراب منه إلى أن تأتى وطنية لتقترب منه فى جراءة وتمد له يدها بقطعة من الخبز فيأخذها منها ويبتسم أبتسامة لا نراها مرة أخرى أبدا وتهدأ ثورته
****
لا أعلم لماذا اصبحت أشعر أن الحارة شديدة الضيق كلما سألت أهلها عن وطنية فلا التقى سوى بالصمت ووجوه غريبة لا أعرفها لا تشترك سوى فى همهمات ضعيفة تصل إلى سمعى تحمل معها اسم وطنية وحكايات لا استطيع تصديقها عنها . وطنية تلك الشابة الخجولة التى كان لا يستطيع أحد الاقتراب منها إلا وفتك به مظلوم مجذوب الحارة الذى يلازمها كظلها وينتظرها أمام باب المنزل القديم حتى تحضر له طعامه أو
تصنع له معطف يحميه من برد الشتاء فلا يخلعه صيفا أو شتاء تتحول إلا عاهرة ولا يعرف أحد لها عنوان .
أين أنتى يا وطنية ؟
لتردى على كل هذه الشائعات . وطنية تلك الشابة التى بللت صدرى بدمعها يوم وفاة الشيخ مجاهد فى الجامع أثناء تحفيظ القرآن لأطفال الحارة . فيحمل وجهها كل رعب العالم عندما تتذكر شققتها الثلاثة الاصغر منها . تلك الشابة التى أرتعد جسدها بين يدى وانطلقت تجرى بعيدا عنى حتى سقطت لمجرد أنى وضعت على جبهتها قبلة محاولا تهدئتها بعد نهاية عزاء الشيخ مجاهد تتحول إلى عاهرة ولا يعرف أحد لها عنوان مستحيل .
****
عندما سقطت وطنية لا أعلم ما الذى حدث سوى أننى اندفعت أليها محاولا الاطمئنان عليها وتهدئتها . حاولت رفعها عن الارض فسقطنا معا .
****
على المقهى اخذتنى الذكريات وأنا أتذكرها وهى تقف على مدخل الحارة تبيع خضراتها الطازجة تحاول تأمين الحياة لها ولشقيقاتها وبجوارها مظلوم يقتك بكل من يحاول مشاكستها .... تترجانى ألا أرحل .... فلا أرى أمامى ألا وجهها يزداد شحوبا ... فأعدها أنى سأعود لبناء المستقبل وتصحيح الخطأ .
لا يقطع أفكارى سوى ظهور مظلوم وقد أنتابته ثورته يوجه سبابه للجميع أتقدم منه
وانا يملأنى الرعب أحمل فى يدى مبلغ من المال فتزداد ثورته ويتوجه بسبابه لى ... أجد قطعة خبز أمسكها واقدمها له مع المال فيأخذ الخبز ويلقى المال ترتسم على وجهه ابتاسمة وتهدأ ثورته .
* وطنية يا مظلوم تفتكرها ؟
** أيوة ..
* هى فين ؟
** عند السمك ...
* فين !!؟؟
** عند السمك ..السمك فين فى البحر ....فوق فوق ..عند السمك
* تعرف توصلنى
** تعال
****
أفتح باب السيارة لمظلوم يتردد كثيرا وهو ينظر إلى سيارتى الفارهة ومعطفه الممزق ادعوه للدخول فيحشر جسده الضخم اسفل المقعد الأمامى بجوارى . اقنعه بالصعود إلى المقعد نطوف فى الطرقات بناء على أشارات من يده وكلمات متقطعه من فمه أملا فى الوصول إلى وطنية يشير لى بالتوقف أما مبنى ضخم مطل على النيل يفتح باب السيارة و يندفع بسرعة إلى داخل المبنى متجاوزا فردا الأمن يحرسون المبنى . تنتابنى الدهشة . أحاول الأندفاع خلفه يوقفنى رجال الأمن فلا اجد على فمى اجابة سوى وطنية يخبرنى رجل الأمن أننى أستطيع أن أراها فى المساء فى مكان عملها ويعطينى أسم فندق خمسة نجوم
****
فى المساء أرتدى بدلة سهرة مستوردة أتجه إلى الفندق أسأل عن مكان عملها يشير الجميع إلى النادى الليلى . أتجه إلى لنادى الليلى وأنا لا استطيع أن أخفى دهشتى أبحث بين كل الوجوه عن وجهها فلا أجد . .. يعلن المسرح أن الرقصة القادمة مقدمة كعذاء واجب للضيف الكبير فى وفاة شقيقه الممسؤول الكبير ويشير بيده إلى مائدة قريبة يجلس عليها مجموعة من الرجال تدل وجوهم على الهيبة والاحترام وحولهم مجموعة من الفتايات ... تظهر راقصة بملابس سوداء ترقص على أنغام نشيد وطنى شهير ...
تأتى فتاه وتجلس بجوارى.. أتأمل وجه الراقصة ينتابنى الرعب .. أتأمله أكثر فأكثر.. تهمس الفتاة بكلمة داخل أذنى .. لا أسمعها وأظل أتأمل وجه الراقصة أمامى أكثر فأكثر ... تسألنى الفتاة سؤال ..فلا أجد إجابة سوى وطنية .... وطنية ترقص أمامى على المسرح بوجهها الذى يملأه الشحوب ..يتقدم أحد الجالسين منها يحاول تقبيلها ... تحاول دفعه فتسقط ينطلق مظلوم من خلف المسرح يحاول حماية وطنية يندفع الجميع إليه يوسعونه ضربا ...يسقط ... تحاول وطنية حمايته فتلقى بنفسها فوقه تتلقى عنه الركلات ... أجلس فى مكانى كالصنم تسألنى الفتاة بجوارى هل توافق ... فلا أجد إجابة سوى وطنية ... تسحبنى من بدلة السهرة المستوردة ... أسير معها فى استسلام ...
أترك المعركة مشتعلة ... أحد الحضور يرفع كأسه فى الهواء ويردد فى حماس
(رائعة يا وطنيه لقد جعلت الجميع وطنيين ) ... لا اشعر سوى بدمعة ساخنة تسقط من عينى وكلمات الشيخ مجاهد ( لا قيمة للوطن من دون وطنية , اسميتها وطنيه حتى لا تضيع مع الحياة )

tamer_silit
10/8/2004
9:07 am

شهوة




شهوة

استيقظت مع أول شعاع للشمس فتحت الشرفة التي تطل على المدينة من أعلى الجبل بدت بيوت المدينة كأشباح صغيرة فى الضباب تلاعبت
نسمات الصباح بشعرها الأسود الطويل فبدا كذيل فرس جامح لا يستطيع أحد إيقافه .لمحت آثار ليلة ماضيه من ليالى الأحبة على حافة الجبل حيث يهرب الأحبة بحبهم من قسوة المدينة .
أقامت فروض الله واتجهت إلى المطبخ لتعد شاي الصباح التي تكسر به وحدتها بعد فراق الأب والأم وتركها وحيده . وقفت أمام المرأة تتأمل وجهها الأسمر الجميل وجسدها المتناسق فى إغراء لكل من ينظر إليه مررت أصابع يدها اليسرى الخالية من أي حلي أو مجوهرات في خصلات شعرها الأسود بسواد الليل تلمست نعومته وتركته يسقط على كتفها للحظة تخيلت أنها لمحت شعرة بيضاء بين شعرها مالت على المرآة دفعت يدها بين خصلات شعرها مرة أخري دققت النظر انتابها فزع عندما وجدت الشعرة البيضاء واضحة فى المرأة وتعلن عن وجودها بين خصلات شعرها .
تذكرت كوب الشاي الذي لم تتم أعداده اتجهت إلى المطبخ وقد غمرها حزن لا تعلم سببه وقفت أمام الماء تنتظر أن يغلى وفى رأسها تتدافع الأفكار
هل وصلت لهذه المرحلة من العمر ؟
لازالت فى الثلاثين من العمر لا بل الثانية والثلاثون ؟ هل مرت بها السنين بهذه السرعة لدرجة إنها لم تعد تشعر بالأيام تمر . لم تأبه للماء الثائر فى البراد وتزداد الثورة ليطلق بخاره فى الهواء يلفح وجهها ليعلن عن وجوده حتى لو تناقص !!!
ارتدت ملابسها الفضفاضة غطت شعرها الأسود الطويل اتجهت إلى الطريق لتلحق بالعمل ألقت نفسها بين حشود الناس في الأتوبيس المتجه إلى اسفل الجبل تذكرت أمها وهى ترقيها في الصباح لتحميها من شر الطريق والناس ونظرات والدها المبتسمة تودعها في هدوء للحظة تمنت وجدوهم بجوارها هذا الصباح فانتابها الحزن ثم تذكرت إرادة الله فهدأ قلبها .
سارت فى خطوات جادة ومتناسقة في اتجاه مكتبها داخل العمل إلى أن وصلت وظلت صامته تحملق في ألا شئ أحست بأن نظرات الزملاء مختلفة لمست فيها الحزن والشفقة انتظر الجميع أن تطلق أولى ضحكات الصباح التي تحي البهجة فى المكان حاولت المجاملة بإطلاقها عن غير رضا فخرجت ضحكة مذبوحة لا تحمل معنى .
فى المساء وقفت فى الشرفة فبدت المدينة من أعلى الجبل كعقد من اللؤلؤ المنثور في غير تناسق فبعث البهجة في قلبها تحسست نسمات الهواء الباردة تتبعت الأحبة على حافة الجبل يختلسون اللحظات بعيدا عن المدينة القاسية تخيلتهم يدهسونها بأقدامهم ويصبون عليها لعناتهم من الحب الذي أرهقته قسوتها ففر إلى قمة الجبل . أغلقت إضاءة المنزل فبدا مظلم إلا من إضاءة شعاع قمر يحاول الاكتمال ألقى بشعاعه على فراشها البارد ارتدت ثوبها الشفاف واتجهت إلى الفراش تركت الشرفة مفتوحة لتلقى بنسماتها الباردة أليها تسللت النسمات الباردة إلى جسدها أحست بها محملة بكل أنفاس المحبين على حافة الجبل ولمساتهم الحانية شعرت بهمساتهم فى آذنها أغمضت عينها للحظة وتركت نفسها للهمسات الحانية تعلو داخلها أحست بنسمات الهواء البارد تحمل أيدي الأحبة وتتلمس جسدها الأنثوي المغرى رغم بكارتها تلذذت بطعم كل شئ فثارت داخلها مشاعر الأنثى التي ظنت أنها فقدتها من طول الوحدة تلذذت اكثر واكثر اندفعت داخلها شهوتها تمردت على الملابس فبدا جسدها الأسمر كجسد آلهة فرعونية تستحم في ضوء القمر تركت الجسد تحكمه ثورته تزايدت النشوى فتحت عينها رأت القمر يطل عليها من أعلى النافذة أحست بأن داخل القمر وجه يراقبها نظرت إلى جسدها العاري فأحست بمدى عريه شعرت بالخل يجتاحها قامت مسرعة من ضوء القمر .
ألقت نفسها داخل البانيو اصطدم جسدها ببرودته تركت الماء البارد يغمر الجسد فيسحب حرارته تدريجيا دمعة حزينة جرت على خدها الأحمر من الخجل أغلقت عينيها وتركت نفسها للراحة .
فى الصباح تمردت على العمل أحضرت صبغة سوداء أعادت لون الشعرة البيضاء إلى اللون الأسود جلست ساكنه فى الشرفة تتأمل لا شئ شاردة وصامته إلى أن أتى المساء ظهر قمر مكتمل الملامح أحست بشعاعه يتقرب إليها في خجل يحاول ملامسة شعرها الأسود الجامح ولا يستطيع يظلل الأحبة على حافة الجبل بشعاعه نظرت إلى القمر المكتمل الملامح رأت داخله وجه حزين أحست به وحيدا مثلها ابتسمت شعرت بوجه القمر يبتسم مال الشعاع حتى لامس خصلات شعرها الجامحة في فوضوية أحست بالخجل والنشوة اتجهت إلى داخل المنزل أخرجت صندوق قديم من دولاب ملابسها اشتمت فيه رائحة أمها فتحته أخرجت منه ثوب ابيض تذكرت دعوات أمها بأن يرزقها الله ( بابن الحلال ) فبكت . وضعت زينتها كاملة وضعت الكحل في أعينها الواسعة ارتدت الثوب الأبيض فبدت كملاك يفوق جماله جمال البشر اتجهت إلى غرفتها وجدت شعاع القمر قد غطى فراشها البارد جلست بهدوء في الفراش مدت يدها في الهواء داخل شعاع القمر نظرت إلى الوجه داخله شعرت به يبتهج مدت يدها أمسكت شعاع القمر سقطت دموع سوداء تختلط بلوح الكحل من عينيها رددت فى هدوء وبصوت لا يكاد مسموع ( زوجتك نفسي يا رجل القمر ).

8.05 am
30/1/2003
__________________

الأربعاء، نوفمبر 08، 2006

قبلات على الجسد المرهق




قبلات على الجسد المرهق


الذى وضع حياته فى حقيبة سفر تهالكت حقيبته انهك جسده التعب هربت من وجهه المعالم تساقطت داخل ذاكرته الملامح وتشابهت داخل قلبه المدن

*****


لم انم امس ...... لم انم منذ سنين .ما الجديد ؟ فانا سوف أستيقظ فى الصباح وانا اعلم اننى لن اعود وان

الطريق سوف يلقينى إلى الطريق ليغطى الجسد بالغبار ويقضى على البقيه الباقيه من الذاكرة ...يقتل الجسد لتنام فى

هدوء


****


الذى دنس نقاء القمر بخطيئته ذات مساء تطهر فى شروق الف شمس وتاب


.*****


القى بجسدى المتعب على الفراش اتمنى ان تاتى فى المنام لتضع قبلاتها على الجسد المتعب لتحتوى القلب


الضعيف لكننى لا انام ابدا لا انام ... وهى لا تأتى ابدا لا تأتى وانت فى الانتظار


*****


الذى اهلكه التعب وهربت منه الذاكرة لم يعد يذكر من الوجوه سوى وجه قطته وهى تموؤ فى ليالى الشتاء


البارده يتركها تندث اسفل غطائه تتركه يحتضنها تتنفس فى سعادة وتمشط له لحيته .... يتذكر وجهها ويبتسم فهى تعشقه دون هدف . لكنه ابدا لم يعد يذكر وجه انسان



*****


اتناول طعامى ... ومع كل عملية ابتلاع احن الى طعام امى ووجه امى وددفء امى العن غربتى واغترابى


داخلى انظر إلى حقيبتى المهترأة اتمنى ان ادفن وحدتى داخلها و احملها واعود .. لكن هل ستتحمل حقيبتى .



****


الذى انهكته وحدته توحد معها ومع اغترابه داخله لملم اشلاء قوته وبحث لحياته عن هدف . فأشعل إحدى سجائره

ووقف فى وجه الاعصار يتحداه أن يطفئ وهج سيجارته .


******


عشقت الحزن فى عينيها والحلم فى قلبها والضعف فى جسدها فحفظتها فى المساحة بين قلبى وصدرى ونزعت عنى اغترابى رحلت لاعود واحتويها وانهى معها غربتى .... رحلت ... واقسمت اننى سأعود.


******


الذى ابتسم لشعاع الشمس مرة ذات صباح لانهم عرف معنى الاحتواء . كسر حدود وحدته عشق الامل فى داخله . القى عن جسده التعب . حمل معه حبها . همومها . حزنها . واتجه إلى الطريق وتركها كل مساء تقبله


*****


فى ليله صاخبه رحلت أحمل داخلى حبها واقسمت ان اعود . وفى هدوء الليل خانتك لترحل وتترك معك حزنها والمها وهمومها . لتلقيك الوحده إلى الوحده . تناجى أحزانك

ما قبل الموت موت

وقلبك المذبوح يمامه

مع الرحيل بقيت

وودعت شط السلامه

عذرا قلبى بقيت

لتضيع فى دنيا الخيانه


*****


الذى ادمن وحدته القى نفسه على فراشه وانتزع حبيبته من داخله واحتضن قطته فى تعب وتركها تمشط له

لحيته . لم ينتظرها ان تأتى لتضع قبلاتها على جسده المتعب ولم ينتظرها ان تحتويه فقبله هو واغمض عينيه ونام فى هدوء

.Tamer abd al ghaney

المتاهة



المتاهة
(دخان سيجارتى المنطلق من داخل الصدر هو الدليل الوحيد لدى لبقائى على قيد الحياة ).
وضعت الحجر المستدير بجوارى أسندت ظهرى على الجدار الحجرى خلفى بحثا عن بعض الراحة . تحسست بأناملى الحجر المستدير تمنيت أن افهم معنى النقوش المحفورة عليه لأستطيع الوصول إلى نقطة النهاية والخروج من داخل المتاهة آلا منتهية و الوصول إلى مدينة الأحلام .
حاول النوم التسلل إلى جفونى فلم يستطيع فأنا لا أعلم متى سوف تهتز الأرض اسفل قدمى مرة أخرى و.لا اعلم إلى أى مدى سوف أستطيع احتمال الألم . منذ خروجي من المدينة وأنا فقدت الإحساس بالزمن فلا اعلم إن كان مر على أسبوع أو بضع سنين وأنا احمل الحجر أدور في الممرات آلا منتهية داخل المتاهة .
الآن فقط أستطيع أن اعترف بأنني أخطأت عندما أعلنت اعترافي بالأمل ولم استمع للجميع داخل المدينة الذين اعترفوا بعدم إمكانية الخروج من المدينة وعبور المتاهة دون حل رموز الحجر المستدير. فها أنا المغامر أتحول إلى فأر مذعور داخل جدران المتاهة المغلقة أحاول الهروب قبل أن تسحقني العجلات الضخمة أسفلها. لا أستطيع العودة أو الخروج . تتداخل الحقيقة بالوهم ويندثر الزمن فأعيش داخل حلقة مفرغة .
لا اعلم إن كانت الوجوه التي اراها منذ اللحظة الأولى لدخولي المتاهة حقيقية أم هي محض خيال فها أنا أرى جميع من في المدينة داخل المتاهة يحملون نفس الحجر المستدير ويحمل وجههم نفس الرعب عندما تهتز الأرض اسفل أقدامهم . إذا كانت حقيقة فلماذا رفض الجميع دخولي إليها وهو داخلها أصلا . وإذا كانت وهم فكيف اشعر باحتكاك الجسد وكيف ترتسم ملامح الألم على الوجوه .للحظات اشك أنني غادرت المدينة وان المتاهة داخل المدينة منذ البداية. يعجز عقلي عن تحليل الأمور فاقتنع بأنني داخل كابوس طويل لا بد أن ينتهي وأنها ما هي إلا لحظات بسيطة و أفيق لاجد نفسي على فراشي ووقتها فقط سوف اشعر بالسرور عندما تلتقي عيوني بالظلام الذي يحيط بالمدينة .
هاهي الأرض تهتز ببطئ اسفل قدمي من جديد اعلم جيدا أن الاهتزاز سوف يزيد تدريجا. لا وقت الآن سوى للهرب احمل الحجر بسرعة ابدأ في الهرولة بين الممرات أجد الجميع يهرول في شتى الاتجاهات . تغوص قدمي في الوحل ارتطم بالجدران الحجرية اثر الارتطام يترك جروح غائرة في الجسد لا اهتم . يزداد اهتزاز الأرض اسفل القدم فينتابني الرعب اتجه إلى أحد الممرات أجد العجلات الضخمة أمامي تدوس على الجميع احتضن الحجر التف عليه بجسدي كالأفعى اسمع تأوهات من أمامي . يصل إلى أذني صوت تحطم عظامه احتضن الحجر في قوة اغمض عيني استعد للألم . تمر العجلات الضخمة على جسدي المحتضن الحجر تحطم الضلوع في صوت مسموع لا أستطيع التأوه للحظة اعتقد أن روحي فارقت الجسد. تمر العجلات وأنا لا أزال التف كالأفعى بجسدي على الحجر أتحسسه أتأكد من سلامته أحاول التنهد اكتشف أن الأضلع المحطمة عاجزة عن الوصول إلى الهواء. لحظات تمر كالدهر أتابع بعيني رحيل العجلات الضخمة أقاوم الألم وانهض
.الحجر قال البعض انه يحمل حل للعنة التى أصابت المدينة منذ القدم فتركتها فى ظلام حالك ووضعت أمام من يحاول الخروج منها المتاهة يقول البعض انه من أيام الملك سليمان ويقول البعض انه اقدم منذ ذلك بكثير ويقول البعض انه لا يحمل سوى وهم وأن اللعنة أصابت المدينة عندما استسلم الجميع للحياة .
اللعنة جعلت الجميع ينتظر حل رموز الحجر ينتظر اليوم الذى يستطيع فيه عبور المتاهة والوصول إلى حيث مدينة الأحلام حيث يصل الحلم لمنتهاه جعلت الجميع ينتظر الأمل ويستسلم للواقع . ربما حاول قبلى الكثير ولكنهم لم يعودا أبدا فى تأكيد واضح لأهل المدينة انهم ابتلعتهم المتاهة بين ممراتها آلا منتهية وسحقتهم عجلاتها الضخمة التى لا يستطيع أحد الهروب منها.
أخذتنى الممرات الضيقة بين طويتها مرة أخرى لم يعد للحيرة معنى وسط تشابهها الدائم لم يعد هناك سوى الاستمرار حتى لو فقدت الأمل فحتى الأمل لم يعد له معنى داخل المتاهة فقط يجب أن تعتاد الألم والوحدة يجب أن تعتاد الظلام وانحدار الطرقات يجب أن تعتاد الجراح الغائرة فى الجسد ولا تهتم بما تتركه من علامات حتى تستطيع البقاء .
للحظة اعتقدت أن شكل هذا الممر مختلف جدران ناعمة وارض صلبة خالية من الوحل انطلقت داخله فشعرت انه لا ينتهى. لفحت وجهى تيارات هواء باردة تحمل رائحة عطنة فدفعنى الأمل على تتبعها حتى وصلت إلى نهاية الممر لأجد باب صغير يكسر جدران المتاهة انتابتنى فرحة غامرة وأنا اخطوا أولى خطواتى خارج المتاهة فتغوص قدمى بالوحل ويلتقى نظرى بظلام لا نهائى يحيط بالفراغ من حولى .
نفذ الهواء البارد إلى الجسد فأصابتنى رعشة لذيذة ملأت صدرى برائحته العطنة واتجهت إلى الطرقات الواسعة فالتقيت بآلاف من شواهد القبور جميعها تحمل أسماء اعرفها وتعرفها المدينة جيدا فجميعهم دخلوا المتاهة قبلى .
اعلم جيدا إنها ليست مدينة الأحلام ربما هى نهاية الطريق والخلاص من الألم ربما هى الأرض التى تلفظ خارجها المتاهة ضحاياها فى لحظة شفقة منها على من داخلها.
تابعت السير أتأمل شواهد القبور أتذكر الأسماء والوجوه فأكلنى الحزن وتزايدت داخلى الوحدة على نهاية مصير هؤلاء الذين كانوا قادرين على مواجهة الواقع وتغير الزمن فماتوا دون نتيجة.أسندت ظهرى على أحد شواهد القبور كان يحمل اسم أبى أشعلت إحدى سجائرى أطلقت دخانها فى الهواء. وضعت الحجر بجوارى و تأملته تمنيت العودة إلى مدينتى الملعونة .
**وصلت قبل موعدك. وصلت إلى أذنى الكلمات فانتفضت بشدة اخترق بعينى الظلام ابحث عن مصدر الصوت فوجدته خلفى يقف بجسده الصغير وملامحه الجامدة لا اعلم من أين جاء
.*وصلت أين ؟
سؤال إقتحمنى فنقلته إليه
**إلى مدينة الأحلام *
هذه ليست مدينة الأحلام مدينة الأحلام تحمل الضوء والخضرة والحياة
**مدينة الأحلام حيث يصل الحلم إلى منتهاه وهنا نهاية حلمك .
* مستحيل
** تحمل الحجر فلماذا لا تفهم ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!
* لا أستطيع حل رموزه
امسك الحجر فى يده فأضاء ظهرت رموزه واضحة قرأتها فملأتنى الدهشة فهى كلمات حفظتها عن ظهر قلب فكيف تستطيع حل اللعنة أو الطريق إلى خارج المتاهة. أمسكت الحجر فى يدى فخفى ضوءه تذكرت كلماته الله الإيمان الحياة الحب الأمل الحلم …. كلمات احفظها واحفظ معناها جيدا كلمات معناها هو من جعلنى انطلق إلى داخل المتاهة من البداية لكن ما الفائدة .
انتابنى الحنين إلى مديناتى فحملت الحجر وعدت فى طريقى ربما أستطيع الوصول إليها مرة أخرى ربما أجد هناك من يفهم معنى الكلمات على الحجر ويستطيع كشف اللعنة .
وجدت الممر الذى جئت منه فعبرت داخل المتاهة تخلصت من رائحة الهواء العطنة فى صدرى وسرت بين الممرات اهتزت الأرض اسفل
قدمى بشدة فلم أحاول الهرب أسندت ظهرى على الجدار الحجرى خلفى ووضعت الحجر المستدير بجوارى رأيت العجلات الضخمة تقترب
فأشعلت إحدى سجائرى أطلقت دخانها فى الهواء. فدخان سيجارتى المنطلق من داخل الصدر هو الدليل الوحيد لدى لبقائى على قيد الحياة)
(

أحلام اليقظة




أحلام اليقظة


(الحب وحده لا يكفى لإعادة أوراق الشجر المتساقطة في الخريف إلى الأشجار أو لهزيمة بحار الوحدة التى تحيط بجزيرة الحياة)
تعدت الساعة منتصف الليل وأنا وحيدا في الغرفة الخالية المظلمة دفقات الهواء العابرة لحاجز النافذة تدفع الإنتعاش في البدن البارد الباحث عن النوم وأعيني الواسعة تحملق في الظلام آلا نهائي في الحجرة البحث عن النوم اصبح مستحيل وراحت الجسد المنهك للعودة في الصباح حلم بعيد المنال أحلام اليقظة هي البديل الوحيد لأحلام النوم على الأقل فى أحلام اليقظة نختار النهايات ونبتعد عن الكوابيسوأنتي سيدتي الصورة الوحيدة الباقية في العقل مع بداية الليل المتكرر وأحلام اليقظة آللا نهائية أنتي السبيل الوحيد للخروج من عمق الظلام لبدايات الضؤ والسباحة في نهر الأمل الدافئ لمساتك الحانيه دفقات المشاعر الهادئة تبعث الطمأنينة في القلب المتعب وتريح الجسد المنهك ليواصل السير في الصباح ويجتاز
انهار الوحدة في الصباح
(ربما يعطينا الحب القدرة على الحلم ولكن الحياة لا تمنحنا القوه لتحقيقه)
الشمس الحارقة في الطريق قطرات العرق المتناثرة على الجبهة الأقدام المتعبة من السير تبعث في العقل صورتك تزرع صوتك داخل الأذن تخرج من الصدر الخالي تنهيدة عالية مشتاقة للقائك في وقت تتساقط منه الساعات وتتشابه داخل الأيام الأيام و البحت عن الهدؤ بين أصوات السيارات في الشارع المزدحم كالبحث عن الماء في البيداء
(ربما تعيد لمسات الحبيب للقلب نبضاته ولكن هل تستطيع الأذن سماعه)
تسللت للسان قطرات العرق المرة عن طريق الشفاه انتفض قلبي بقوه متذكرا شفتاك. كلماتك الحانيه لمساتك على الجسد المنهك التي تعيد فيه الحياة أغمضت عيني وتركت قدمي للطريق الملتهب تحسست لمساتك اغلقت ازنى حتى لا تسمع سوى كلماتك تلذذت بطعم حبيبات العرق وكأنها قبلاتك للحظه حلقت عاليا بعيدا عن الحياة الجامدة وغبت في أحلام اليقظة بعيدا عن جزيرة الحياة أفقت على صوت فرمله عليه من سياره مسرعة وجسدي يطير في الهواء
(ربما يمنح الحب للإنسان القوة ولكن القوه لا تستطيع آن تمنحه الحب)
رشفات الماء الباردة تقتحم الصدر وتنعشه تزيل قوة الحر عن الجسد وتوقف سيل العرق المنهمر فتحت شفتاي للتحدث فوجدتني وحيدا وسط الزحام تغنيت بأغنية تحبيها تخيلتك في صدري وأنا اغني جفت شفتاي من الحرارة تمنيت قطرات من الماء البارد لينعش الشفاه تمنيت لمساتك الحانيه وحديثك الهادئ فأغلقت شفتاي أكملت الغناء لازلت قدمي تقوى على السير رغم التعب لازلت أستطيع الوصل إلى باب منزلك لكن هل ستفتحين الباب إذا طرقته
(نحتاج الحب لنحى ولكننا من دون الطعام نموت)
عندما سمعت صوتك في سماعة الهاتف انتفض الجسد من تعبه في منتصف النهار أطلق الصوت من الشفاه الجافة تركت الغفوة الأعين وانتفض الجسد من مرقده امتلأ المنزل الخاوي بالموسيقى .رومانسية المشاعر هزت المكان الخالي وحركت القلب الضعيف .عندما قلتي احبك وصلت إلى أنفى رائحة أشياء تحترق تذكرت الطعام على الموقد ألقيت الهاتف و تحركت بسرعة لأنقذه من الإحتراق
(الحب يعطى الهدف الحقيقي للحياة ولكن أين هى الحياة)
في المساء المقهى المزدحم والأصدقاء من حولك الجميع يتكلم بقوه عن لاشيء والقهوة في الفنجان تتناقص يستسيغ اللسان طعمها المر جميعنا لم نصل للثلاثين ولم نعبر العشرين جميعنا لم ننهى فنجان القهوة جميعنا نتحدث عن شئ لا نعرفه أو نصمت عندما صرخت (أنا بحب) صمت الجميع واتجهوا إلى فنجان القهوة محاولين إنهاؤه
__________________


اختلاف


اختلاف


أمسك السكين بيده المبتورة تردد قبل أن يضعها في العقل الموضوع أمامه على المائدة نظر إليه وراقب انتفاضته الضعيفة استغرب من مقدرة هذا العقل الصغير على تكوين معنى الإنسانية بكل ما تحمله من مشاعر وأحاسيس وأفكار حاول إيجاد أي فرق بين هذا العقل وعقل باقي البشر حاول أن يجد سبب واحد لكل هذا العذاب الذي يلقيه عقله داخلة فلم يستطع .
هوا بالسكين على جزء من العقل صرخ صرخة قوية من شدة الألم وانطلقت نافورة من الدماء من داخل الرأس وراح في غيبوبة طويلة …. أفاق على يد زوجته تتأمل وجهه المحطم تائه المعالم تمر بيدها الناعمة على ظهره فتوقفها النتوءات البارزة التي تخبر الجميع بمدى ما تعرض له هذا الشخص من تعذيب و ألم لم تستغرب جسده العاري الذي تغطيه الجروح أو رأسه المفتوحة الى نصفين أو عقله الموضوع أمامه على المائدة فقط كانت تدرك مدى اختلافه وحلمه بأن يكون مثل باقي البشر كانت تعلم انه مثل الجميع يحلم بأن يستيقظ فى الصباح وينطق كلمات مفهومة للجميع كانت تعلم انه يحاول القضاء على اختلافه بكل قوة ليخرج إلى أضواء المدينة الصاخبة ويلقى بجسده داخل أمواج البشر .
ماذا استأصلت**
_ الذاكرة ربما أستطيع أن آنسي الألم
** وجسدك ووجهك المحطم والأيدي المبتورة ألا تذكرك بما مضى ألا تدفع فى داخلك الألم
نظر لها فى استغراب كيف لم يفهم أن الألم محفور فى بقايا الجسد المتهالك
قام مرة أخرى والسكين في يده حاول أن يصل إلى العقل فمنعته دفعها بقوة وانقض على العقل يستأصل جزء آخر … انطلقت الصرخة وتبعتها الدماء فدخل في غيبوبته مرة أخرى .
أفاق من غيبوبته فوجد نفسه وحيدا نهض بجسده العاري وسط الدماء المحيطة به تأمل الجزء الباقي من العقل وهو ينتفض نظر إلي الجزء الأخير الملقى وقد توقف عن الحركة عندما لم ينتابه شئ تأكد انه قضى على المشاعر .
الآن يستطيع أن ينطلق وسط أمواج البشر الآن فقط استطاع أن ينهى اختلافه هم أن يلتقط العقل بيده المبتورة ليعيده إلى موقعه داخل الرأس المفتوحة تذكر انه لازال يستطيع أن يفكر و إن الفكرة هي من سببت له الألم من البداية من جعلت الجميع يحكم بمدى اختلافه فتناول السكين مرة أخرى وهم أن يستأصل الفكرة أوقفه ضميره الملعون هو الضمير الذي جعله لا يستطيع التراجع الضمير الذي جعله يتحمل الألم دفعا عن الفكرة لكنه لم يعد يستطيع تحمل الألم ولم يعد يستطيع العيش فى عزلته الأبدية التي فرضها عليه اختلافه فهوى بالسكين على ضميره يستأصله ثم الفكرة بقى الحلم الذي يحمل معه الأمل فهوى على العقل يحطمه .
اغلق رأسه المفتوحة على لا شئ بعد أن حطم العقل واتجه إلى الثلاجة بجسمه المتهالك يبحث عن شئ يأكله فلم يجد دار في أنحاء المطبخ ليجد ما يأكله فلم يجد نظر إلى العقل على المائدة واتجه إليه يتأمله.
اتجه الممرض إليه وفى يده قميص ابيض واسع ارتدى القميص فى هدوء واتجه مع الممرض خارج العنبر الخاص حيث تتجمع أمواج البشر وابتسامته البلهاء تتسع اكثر فأكثر .
كان يعلم جيدا انه قد قضى على اختلافه وانه الآن يستطيع أن يلتقي بأضواء المدينة الساطعة مثل باقي البشر.
عندما سأله الطبيب فى المستشفى ماذا فعلت ؟
أجابه وهو يحمل ابتسامة بلهاء على وجهه لم تفارقه منذ تحطيم العقل (تناولت عقلي في الصباح)

TamerAbdElGhany

رومانسية




رومانسية

ألقت رأسها على صدره فى اشتياق وحب لم ينتهى مع مرور شهور زواجهما الأولى وتركت شعرها ينسدل على جسده فى عفوية . أحتضن جسدها فى لمسة أشعرتها بالحنان فطبعت قبلة على صدره و أسدلت عينها وتركت نفسها للنوم فى أمان .

ترك نفسه لهذه المشاعر التى تجتاحه ولا يستطيع السيطرة عليها فتفصل روحه عن جسده ويغرق معها فى عالم الأحلام الرومانسية الجميلة .... الكلمات الحانية التى تعيد الحياة إلى قلبه الساكن والابتسامة التى تدفع الرعشة إلى عروقه ... القبلات الحارة وهذا الجسد الذى ينهار بين يديه .... الشهوة والرغبة التى لا تنتهى إلا وتترك خلفها الآنفاس المتلاحقة وجسدان يختلط بينهم العرق المتدافع من داخل مسام الجسد المرهق.

تنهد فى اشتياق ومر بيده فى حرص على الجسد النائم بجواره محاولا الا يوقظه وطبع قبلة حانية على جبينه ... حاول طرد الافكار من داخل رأسه وقعت عينه على ساعته أيقن أنه تأخر عن موعده .

دفع راسها بعيدا عن صدره فى قوة ايقظتها من نومها نظرت إليه فى ذهول وهو ينهض بعيدا عنها ... إرتدى ملابسه بسرعة وأندفع خارج المنزل تاركها خلفه تسقط فى دهشتها .

حاول اقتحام زحام الطريق بسيارته . وعينه ترقب عقارب ساعته التى تتحرك فى سرعة لتزيده تأخر عن موعده ... توقف أمام منزل ودخل إليه بسرعة. فى حركة اقرب إلى الرقض صعد درجات السلم ... توقف أمام باب واخرج من داخل جيبه مفتاح منفرد وكأنه حرص على وضعه وحيده بعيدا عن باقى المفاتيح ... فتح الباب فى سرعة ودار بنظره خلف الباب فأرتسمت على وجهه علامات الارتياح عندما وجدها تنتظره كعادتها دائما ........ عارية .

tamer _silit
878/2004
9:20am

الاسطورة



الأسطورة



تقول الأسطورة أنه كان أقوى من الزمن ومن الوحدة كان يجوب الصحراء يجتر عذابه وفى نهاية كل عام كان يطعن جسده بالسيف طعنة حتى لا تهرب منه السنين
***
فى صمت تحى وفى صمت تموت .... فى صمت تجتر الألم داخلك بعد أن فقدت الوطن ولفظتك الأرض ..... تتشابه داخلك المدن رغم اختلاف اللغة ... دائما تعتصرك الوحدة ودائما تجد فى نشرة الاخبار وجه تعرفه نذف دمه حتى الجفاف
***
تقول الاسطورة انه هام فى الارض الف عام يحلم بمواجهة الطاغية فيخترق بسيفه الصدر حتى النخاع
***
يقتحمون وحدتك ... يتهمك الجميع بأنك منهم .... تأخذك ظلمات السجون ... وتتشابه الآحذية عندما تترك علاماتها على رقبتك ...يجبرونك على الاعتراف بكل لغات العالم بأنك تعلم لأتك منهم ... فتعترف وانت لا تعلم ما الذى تعلمه... وتعود إلى وحدتك داخل ظلمات السجون فتضيع منك السنين
***
تقول الاسطورة انهم رأوه بعد عام من نفيه على مشارف المدينة فأستعد الجميع ليواجه معه الطاغية .... لكنه لم يدخل المدينة .... ولم يواجه احد الطاغية
***
تشتاق إلى وطنك .. إلى منزلك الصغير .. زوجتك ويد طفلتك الصغيرة .. تشتاق إلى ساعة الحائط التى لا تعمل معلقة على جدار المنزل كتحفة أثريه تعلن عن فقدان الزمن ... تلفظك الأرض إلى الآرض فتستلم إلى حنينك
***
تقول الاسطورة أن المدينه فى نفس الموعد من كل عام كانت تستعد لمواجهة الطاغية وتخرج إلى مشارف المدينة تنتظر قدومه ... وظلت تنتظره كل عام ولكنه لم يأتى ولم يجرؤ أحد على مواجهة الطاغية
***
تعود إلى وطنك تجد أنهار استبدلت مائها بالدماء وبقايا منزلك المهدم .... تبحث عن قبلة من قلب زوجتك أو لمسه حانية من يد طفلتك الصغيرة لتزيل آثار الأحذية من رقبتك فلا تجد سوى الساعة التى لا تعمل وبقايا من دماء اختلطت مع تراب الوطن .
***
تقول الاسطورة أنه عاد بعد ألف عام فى ليل يوم دون اليوم الذى تنتظره فيه المدينه وقاتل الطاغيه وحده وأخترق بسيفه الصدر حتى النخاع ورحل دون أن يعلم أن الطاغيه فى كل عام كان يلد طاغيه ... وأنه فى الصباح سوف يعود الطاغية من جديد .
***
تهيم داخل الوطن تجتر حزنك فتجد الجميع مثلك . تبحث عن وجه تعرفه فلا تجد .. تسير مع الحشود الصامته تعد العدة للمواجهة وتخرج إلى مشارف المدينه وتجلس تنتظر مع من ينتظرون كل صباح تتمنى أن يعود .

29/7/2004
8am

افكار شيطانية


أفكار شيطانية


سوف تخترق الرصاصة الجمجمة لتلتقى بهذا الجسم الهلامى فى اعلى الرأس محدثة صوت مثل التقاء الماء بجسد معدنى ملتهب (طش) وبعدها سوف يتوقف الإحساس لن اشعر بصوت انفجار هذا الجسم الهلامى بعد ذلك أو بقوتها وهى تخترق الجمجمة من الجهة الأخرى , لحظة واحدة فقط وانهى هذه المـأساة .

لازلت تعبث بهذه الخردة قالتها بعصبية بالغة بعد أن اقتحمت غرفة مكتبى الخاصة دون إذن كالعادة وكأنها تتلذذ بهدم لحظات سكونى هذه الخردة هى الإرث الوحيد الباقى من أيام بطولتى واكثر ما أعتز به فى حياتى أجبتها فى عصبية شديدة ليست خردة لازالت فى داخله رصاصة أطلقت ضحكتها الساخرة كالمعتاد وأردفت فى هدوء رصاصة رفضت أن تنطلق وعجزت عن إخراجها

ربما زوجتى هى الوحيدة التى استطاعة إثبات أن شعر الإنسان يستطيع أن يأخذ مساحة من الفراغ ومن الفراش أيضا أى شخص يستطيع أن يكتشف ذلك بسهولة بمجرد النظر أليها وإلى شعرها الطويل المتناثر فى كافة الاتجاهات وكأنه حصل على1000 فولت من الكهرباء الصافية ليحيط بجسدها المترهل ووجها الذى تكسوه ابتسامة تكشف عن أحد أسنانها الأمامية المكسورة التى تدفعك إلى الظلمة اللانهائية خلفها ويزيد مظهرها تناسق مجموعة الغرز الجديدة الممتدة من منتصف الجبهة إلى نهاية الحاجب الأيسر والتى حصلت عليها فى أحد ليالينا الزرقاء أو الحمراء أو أى لون آخر غير الظلام الذى أتجنبه معها عندما حاولت إثبات رشاقتها بالقيام بأحد حركات الباليه المشهورة فيسقط جسدها المترهل فى دلال محدثا اهتزاز بمقدار 8 ريختر داخل الغرفة إلا إن هذه الغرز لم تحدث نتيجة السقوط بل نتيجة محاولة رفعى لها وسقوطها مرة أخرى لأجد نفسى بعد ذلك فى أحد مستشفيات الطوارئ يلتف سكان العمارة حولى وعيونهم تكسوها الشفقة وقضاء ثلاثة اشهر فى الفراش أعانى من أثار انزلاق غضروفى لذلك فهي تعتز بهذه الغرز جدا وتعتبرها وسام على وجهها يثبت مدى حبى لها وان كنت افتقد هذا التورم فى جبهتها الذى كان يدفعنى إلى عالم من الخيال والمغامرة وكأنى أحد أبطال القرون الوسطى أواجه القراصنة

ربما اكثر ما كنت أتمناه وأنا احصل على أول مرتب لى من الوظيفة الميرى هو أن أكون ذلك الرجل الذى يعود كل يوم إلى المنزل بعد نهاية يوم شاق من العمل يحمل فى إحدى يديه الجريدة والأخرى بطيخة يشق بها حرارة الطريق ليجد زوجته تنتظره بابتسامه هادئة تبعث فى جسده الراحة . وبأى شئ آخر كنت أستطيع أن احلم بعد سبع سنوات متتالية على الجبهة تخيلت خلالها أن الرجل داخلى استطاع تحقيق جل طموحه ورجولته وها هى ثلاثين عاما تمر لأجد نفسى داخل هذا المنزل وهذه المرأة وحيدين بعد رحيل الأبناء إلى طرقهم المختلفة ولا أملك سوى هذه الوظيفة الميرى وما تسببه من إذلال على يد مدير متسلط لا يحترم التاريخ السابق ولا يأبه بالقادم ليخرج جميع إحباطه فى من يعملون معه ولا يكتفى بما أعانيه من نوم متقطع نتيجة لشعر زوجتى الذى يهاجم وجهى فى المساء فيأخذنى إلى عالم من الكوابيس لا نهاية له حتى استيقظ على صوت الصفير المتعالى من سنتها الأمامية المفقودة .

عندما اكتشفت أننى توقفت عن الحلم كانت المأساة فالماضى لن يفيد رجل فى منتصف العقد الخامس من العمر فى إكمال أيامه القلية الباقية لن يعطيه الأمل أو يساعده على جر قدمه فى الطريق أو مواجهته زحام الأتوبيس فى نهار يوليو واحتمال حرارة الشمس الحارقة وكأنه لا يكفيه ما واجهه فى خلال 50 عاما لتكتمل المأساة فلا يملك سوى أن يجتر ذكرياته السابقة وبطولاته فى الحرب وذكرى أول لقاء له مع زوجته أو رؤية أول مولود له ليجدها ذكريات مشوهة لا يستطيع حتى تذكرها كاملة

لأول مرة تنتابنى هذه الثورة داخلى وهو يتصايح أمام الجميع ولا يأبه بثلاثين عاما فى الخدمة جعلتنى نائب المدير فى هذه المصلحة ليحطم ذلك التاريخ كله أمام مجموعة من الشباب حتى يصبح هو الآمر الناهى الوحيد فى المصلحة ولا يأبه أحد بما أقول بعد ذلك وكأنى لا أستطيع أن أكون شئ سوى أن لا أكون

مالك ؟ قالتها فى هدوء لم أعتاد عليه من قبل أو أتخيل إنها لازالت تمتلكه فقطعت شرودى لم أراك هكذا من قبل ؟ فضلت الصمت فجلست بجوارى وتركت رأسها فى دلال على كتفى فهجمت خصلات شعرها المتناثرة على وجهى تابعت شرودى فكرت كثيرا فيما يحدث كان لابد لكل شئ أن يتغير تغير كلى فأنا أبدا لست بهذا الضعف فقط كل ما على أن أعود كما كنت من ثلاثين عاما هذا الجندى الصامد على ارض المعركة الذى يستطيع تحقيق المستحيل ولازال يستطيع . أشعلت إحدى سجائرى فارتطمت جمرتها بخصلات شعرها المتطايرة رفعت رأسها فزعة على رائحة شئ يحترق فضممتها فى هدوء وهمست فى أذنها لا تخافى فهم لا يجيدون صنع السجائر هذه الأيام فنصفها ملئ بقطع الخشب وأكملت سجارتى فى هدوء بين خصلات شعرها
وعلى وجهى ابتسامة كبيرة كلما ارتفعت رائحة الاحتراق
لم استطع النوم هذه الليلة من صوت بكائها المتعالى بجوارى على الفراش والذى يرتفع كلما حاولت كتم ضحكاتى كلما تذكرت منظرها وهى تتقافز أمامى بجسدها المترهل والدخان يتصاعد من شعرها المحترق ليرسم صور أشباح تحتضر فى هواء الغرفة مع صوت صياحها المتعالى .
لا اعلم ما الذى دفعنى إلى حمل المسدس معى إلى العمل هذا اليوم لكننى اندهشت جدا عندما وجدت هذه الفتاه فى منتصف المصلحة تسأل عنى ويلتف حولها الجميع فى محاولة كسب ودها والتمتع بجمالها الهادئ .

انطلقت داخلى هذه الرائحة الجميلة التى اعرفها جيدا لتحتوينى وتدفع داخلى الحيوية والنشاط مع اقترابها منى تتبع إشارة من يد ساعى المصلحة إجابة على سؤالها عنى لتفاجئنى بأنها أبنت زميلى فى السلاح جاءت لتستلم العمل داخل المصلحة .

مع منتصف النهار بعد قدومها كنت أنا الرجل المهم لشباب المصلحة والأسئلة تنهمر على كالمطر عن أيام الحرب وكيف كنت عضو فى القوات الخاصة ولماذا لم أخبرهم والجميع يسأل عن فترة لم يلحق بها وما أن بدأت فى السرد حتى أصبحت غرفتى الخالية أشبه بمسرح كبير لا يوجد فيه سوى بطل واحد يشعر بكل معانى الفخر والإطراء هو أنا لم يوقفنى سوى صياح مديرى فى الجميع وتوزيعه الإهانات كالمعتاد
لم استطع تمالك غضبى وتركت ثورتى تنطلق لتواجهه بما لا أستطيع أن أواجهه به طول الفترة السابقة فيصبح كالفأر المذعور الذى وضع داخل دائرة من نار والعرق يتساقط من وجهه وجسده الذى يشبه طبق ضخم من الجيلى يتحرك معه كلما حاول الهرب من مواجهتى .
مشيت متفاخرا بعد انتهاء العمل وسط الجميع وكالعادة ذهبت لشراء بطيخة ضخمة اصطحبها معى فى طريق العودة من العمل مع وضع أول قدم داخل أتوبيس العودة وجدتها أمامى داخل الأتوبيس فتركت البطيخة تسقط من يدى لتنزف دمها على إسفلت الطريق قبل أن تراها .

لأول مرة أعود من العمل لا أجدها تنتظرنى للحظة شعرت بالقلق ثم تنهدت فى ارتياح عندما تسربت إلى نفس الرائحة التى اعشقها محاولا اقتباس لحظات قليلة من الهدوء بعيدا عن لحظات دلالها التى تنتهى دائما بالفشل .
انتابنى الفزع عندما سقط نظرى على هذا الوجه الأنثوى الذى لا اعرفه لحظة استيقاظى من نومى وأنا بملابسى الداخلية فما كان من سوى آن قفزت ثم انبطحت أرضا محاولة إخفاء نفسى اسفل الفراش إلى أن اكتشفت انه وجه زوجتى بعد أن فقدت شعرها الطويل المتناثر فأندفع فى حالة هسترية من الضحك وهى واقفه أمامى لا تحمل سوى ملامح الغضب.
لم استطع النوم فى المساء فى هذا الفراش الخاوى الذى صار أشبه بصحراء مثلجة رغم حرارة الجو بعد هجرها له اعتراضا منها على ضحكاتى فما كان منى سوى إطلاق صفير كالذى يخرج من سنتها المكسورة فى محاولة يائسة للنوم.

لم يعد المسدس يفارقنى وكل شئ يسير كما أريد منذ أول مواجهة مع مديرى والتى توالت بعدها المواجهات ليصبح وحيدا فى غرفته حتى الموافقة على طلب نقله إلى مصلحة أخرى لأكون أنا المسيطر على الجميع داخل المصلحة وأن اصب غضبى على الجميع بعد ليالى طويلة اقضيها وحيدا دون نوم .
لازال قدوم هذه الفتاة يطلق داخلى هذه الرائحة التى اعشقها فى العمل وفى الطريق وفى المنزل وكأنها أصبحت جزء منى وكأن هذه الفتاة هى السمكة التى تحرك بحيرة راكدة لتزيل من على وجها الريم و الطحالب الساكنة داخلها
فى رحلة العودة داخل الأتوبيس تجرأت عن سؤلها عن نوع العطر الذى تستخدمه فاجأتنى بالإجابة أنها لا تستعمل عطرا أبدا ..

ربما تمنيت أن تعود إلى الفراش بجوارى لتصيبنى بالكوابيس على الأقل وقتها كنت أستطيع النوم خلالها بالتأكيد افتقدها وافتقد لحظات دلالها وحنناها افتقد قدرتها على جعلى ابتسم على بعث الحياة فى المنزل الذى اصبح خاوى رغم بقاؤنا داخله لا يكسر صمته سوى كلمات قليلة منى لا تقابلها إجابة .
تأملتها فى صمت اندهشت عندما وجدتها فقدت الكثير من وزنها نظرت إلى وجهها الشاحب أتأمله فوجئت عندما لم أجد الغرز الممتدة من منتصف الجبهة إلى الحاجب الأيسر كانت جميلة بشعرها القصير المتطاير فى عفوية اقتربت منها فى مودة اختفت الغرز أجابتنى فى هدوء منذ شهر لكنك طبعا لم تلحظ
حاولت فى استماتة مصالحتها حتى وافقت على العودة ألى الفراش

فى الفراش كانت هذه الرائحة التى اعشقها تنطلق منها هى رائحة البنفسج التى اعشقها والتى لم تغيرها يوما منذ زواجنا اقتربت منها فى دلال فابتعدت
أضافت غاضبه لا تعلم ما الذى تفعله عندما تهين امرأة تقترب من سن اليأس امرأة لا تملك سوى أن تعتقد إنها لازالت جميلة فى عين زوجها الذى أضاعت معه جمالها احتملت تحولك من النقيض إلى النقيض احتملت استسلامك وفتورك حاولت إخراجك من وحدتك وفعلت كل ما تستطيع المرأة أن تفعله
احتضنتها وحاولت تهدئتها لم انتبه سوى ومسدسى فى يدها وفوهته ملتصقة بالجمجمة
*أنتى أيضا تعبثين بهذه الخردة
- ليست خردة لازالت داخله رصاصة
* رصاصة لم تنطلق وعجزت عن إخراجها
- لم تحاول إطلاقها مرة ثانية أبدا

سوف تخترق الرصاصة الجمجمة لتلتقى بهذا الجسم الهلامى فى اعلى الرأس محدثة صوت مثل التقاء الماء بجسد معدنى ملتهب (طش) وبعدها سوف يتوقف الإحساس لن اشعر بصوت انفجار هذا الجسم الهلامى بعد ذلك أو بقوتها وهى تخترق الجمجمة من الجهة الأخرى , لحظة واحدة فقط وانهى هذه المـأساة
ابتسمت ابتسامة لم افهمها فكشفت عن سنه جديدة بدلا من سنتها المكسورة وسبابتها تمتد إلى زينات المسدس

Tamer_silit
15/6/‏‏2002
7:30 pm

الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

الجنس واشياء اخرى



الجنس وأشياء أخرى


تتوسط الشمس منتصف السماء أترك نظري يسبح فى الصحراء الشاسعة حولي لا أهتم بتوقف الجسد عن إفراز حبات العرق بعد نفاذها أو الشفاه المتحجرة من العطش كل ما أحاول أن أعرفه هو فى أي اتجاه أصلي .
* * *
غريبة هي الحياة تنجح فيما تكره وتفشل فيما تحب يزداد نجاحك فيزداد اغترابك داخلك تشتاق لنفسك فلا تملك إلا الإبتسام والتأمل فى جدران الغرفة الضيقة لتريح الجسد المنهك بعد أن هجرك النوم حتى تستطيع أن تبتسم فى الصباح
* * *
تقف أمامك بأعوامها الثلاثين تستعرض جمالها الفرنسي وتتحدث بلكنتها الأيرلندية التى لا تستطيع أذنك أن تستسيغها لتعلنك بوقاحتها اليهودية أنها تريدك فلا تملك سوى الإبتسام لتحافظ على نجاحك … تنتظرك …. فلا تذهب … تعاتبك فترتسم ابتسامتك على وجهك فى هدوء … تنصرف فلا تتمالك نفسك من أن تبصق خلفها على العالم من حولك .
* * *
تتعدى حدود المنتجع السياحي فى وسط الصحراء تنطلق على شاطئ البحر الخالي تتابع حيوان رخوي يحمل صدفة تزيد عن حجمه عدة أضعاف تتبعك بجمالها الأوربي
يتمرد جسدها على البقية الباقية من لباس البحر فى محاولة لإغرائك تبتسم وتتابع الحيوان الرخوي على أرض الشاطئ تقترب منك أكثر ولا تعلم أنك تعشق مصرية بجسدها الصغير وحمرة الخجل تكسو وجنتيها … لا تعلم أنك اعتدت أن ترى الأجساد الأوربية العارية ملقاة على شاطئ المنتجع حتى أنك لا تكاد تلمحها … لا تعلم أن انتظار قبلة من قلب فتاتك تكفى لتجعلك ترفضها سنين طويلة … تبتعد عنك بجسدها العاري فتظل تتابع حيوانك الرخوي يحمل صدفة حجمها ضعفه عدة مرات
* * *
فى منتصف الصحراء تلتقي عينيك بآثار معركة قديمة … تعلم أن نبش الأرض سوف يطلق بحرا من دماء الشهداء ماتت دفاعا عن هذه الأرض … تتهمك حبيبتك انك مثل فرويد تربط كل شئ بالجنس … ربما رأى فرويد الأجساد الأوربية العارية ملقاة على شاطئ غطته يوما دماء الشهداء … لكن هل رأى يوما ابتسامة الخجل على شفتيك … هل رأى الحيوان الرخوي يحمل صدفة تفوقه عدة أضعاف ليفهم وقتها أن أساس الغريزة هو الأمل فى البقاء.
* * *
تنهى اغترابك … تحمل حقيبتك وتسير فى منتصف الصحراء … تلقى نظرة على المنتجع السياحي خلفك تبصق على نجاحك الذي تكره وتعود إلى فشلك الذي تعشقه … تتمنى أن تلقى برأسك فى صدر حبيبتك الضئيل بحثا عن الراحة … تبتسم فيأخذك الطريق .
* * *
تتوسط الشمس منتصف السماء أترك نظري يسبح فى الصحراء الشاسعة حولي لا أهتم بتوقف الجسد عن إفراز حبات العرق بعد نفاذها أو الشفاه المتحجرة من العطش
كل ما أحاول أن أعرفه هو فى أي اتجاه أصلى فأنظر إلى موقع قدمي .

الاختفاء داخل لحظة سعادة


الاختفاء داخل لحظة سعادة

تابعت ملامح وجهه وهى تتجهم . تأكدت انه سيقولها مرة اخرى . وعندما علا صوته وزاد ت ملامحه حده واقسم بكل ما يؤمن به انه سيفعلها انطلقت من داخلى ضحكة لا مبالية ارتج لها المكان

&&&&&&

تمنيت ان اتعلم البكاء . تمنيت ان اختبئ فى المساحة ما بين قلبها وصدرها . ان اختفى عن العالم داخلها أن تحتوينى فأذوب داخلها بعيدا . لكنها ظلت تبكى على صدرى وهى تحاول الولوج إلى داخلى

&&&&&&

عندما تلعنك الحياة لا تملك شئ سوى ان تبتسم كل صباح . وان تتساءل ألف مرة فى داخلك إلى اى مدى تستطيع احتمال الألم . فتلعن نفسك وتلعن قوتك التى لازالت تعطيك الامل وتعطيك القدرة على الابتسام فى الصباح

&&&&&&

احيانا اكاد اقسم ان سبب استمرار صدقاتنا منذ الصبى حتى الان هو اصراره على انه سوف يأتى يوم ويفعلها . سنين طويلة وانا اراقبه واراقب توتره كلما ارتفع الاحساس داخله بأنه يجب ان يفعلها . ادمنت عد الايام ما بين اختفائه وظهوره مرة اخرى ليعلن انه لم يستطيع رغم انه كان على قرب لحظة واحدة فقط من ان يفعلها فيدفن نفسه فى صمته ويختبئ من صدى ضحكاتى

&&&&&&&&&

تأملت الحزن الساقط على وجهها مع قطرات ندى الصبح عددت انفاسها المتلاحقة وخصلات شعرها المتناثرة فى عفوية . ذبت فى انتفاضت قلبها المتلاحقة ورعشة الخوف التى تطلقها يديها سرت معها فى اتجاه القادم. عندما أبتسمت اكتشفت أنها ليست اجمل امرأة فى العالم لكنها هى فقط من تسطيع ان تجعلنى ارى الوجود جميلا

&&&&&&&&&&

ترحل من العشرين تصل إلى الثلاثين تقترب من الاربعين . تتوه فى غربتك يقتلك اغترابك . يعتصرك الجوع تحصى الباقى من المال فى جيبك تتأكد ان الباقى من العمر اقل من ان تستطيع ان تحصيه . تتمنى ان تجدها مرة اخرى لتختبئ داخلها . تحن إلى نفسك تلعنها . تحصى سنين عمرك الفائته . تتأكد ان ما بقى لا يكفى ليسد جوعك .

&&&&&&&&&&&&

ربما ادمنت أن أمضى الوقت فى انتظار عودته أحصى عدد مرات فشله فى ان يفعلها لأشعر بمدى نجاحى . ربما حسدته على قوته واصراره على تحدى الواقع وعلى الاحتفاظ بالامل داخله . ربما تمنيت ان امتلك نصف قدرته على الحلم . ربما اعتدت فقط ان اراقبه وهو يفعل شئ لم استطع ان افعله يوما .

&&&&&&&&&&&&

عندما ألقت برأسها على صدرى شعرت بمدى تفاهة هذا العالم . وعندما لمحت الابتسامة على شفتيها شعرت بمدى عجزى . تمنيت ان ننفصل عن كل هذا العالم بماديته الضحلة فقط للحظة واحدة . لحظة واحدة فقط من السعادة.

&&&&&&&&&&&&&

ما فائدة الحلم اذا كنت تعلم انك لا تستطيع . وكيف تتوقف اذا كنت لازلت تستطيع الابتسام رغم الألم كل صباح . تكره التناقض فتضيع داخله . تحمل معك بقايا عمرك وسنين اغترابك . وجرعات متتاليه من الالم . ووجها الدافئ وابتسماتها المرسومة فتنسى اغترابك . تمتلك لحظة واحدة من السعادة فتختفى داخلها إلى الابد .

&&&&&&&&&&

عندما عاد هذه المرة لم يختبئ فى صمته ولم يختبئ من صدى ضحكاتى . بل ظلت هذه الابتسامة مرسومه على وجهه دون الافصاح عن شئ .
عندما سألته هل فعلها فعلا . اجابنى بأنه لايوجد فى هذا العالم ما نخشاه اذا كنا لا نجد ما نخسره وصمت . وعندما اعتلى الهدوء وجهه سألنى هل تعتقد اننى فعلتها فعلا ؟ واطلق ضحكة لا مباليه ارتج لها المكان وتركنى اغوص فى صمتى . ورحل بعيدا وترك خلفه تساؤل واحد ؟؟ هل سيعود يوما .

&&&&&&&&&&&
عندما القيت براسى على صدرها أخبرتها ان كل ما نستطيع ان نفعله هو ان نختفى داخل لحظة السعادة هذه إلى الابد .
اجابتنى بأنه لا يوجد ما نخشاه طالما اننا لا نجد ما نخسره . وقبل ان ألتقى باندهاشى التقيت بعينها وهى تسألنى هل تستطيع ان تفعلها حقا ؟؟؟

Tamer Silit
07/11/2006
9.55 am