الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

الاختفاء داخل لحظة سعادة


الاختفاء داخل لحظة سعادة

تابعت ملامح وجهه وهى تتجهم . تأكدت انه سيقولها مرة اخرى . وعندما علا صوته وزاد ت ملامحه حده واقسم بكل ما يؤمن به انه سيفعلها انطلقت من داخلى ضحكة لا مبالية ارتج لها المكان

&&&&&&

تمنيت ان اتعلم البكاء . تمنيت ان اختبئ فى المساحة ما بين قلبها وصدرها . ان اختفى عن العالم داخلها أن تحتوينى فأذوب داخلها بعيدا . لكنها ظلت تبكى على صدرى وهى تحاول الولوج إلى داخلى

&&&&&&

عندما تلعنك الحياة لا تملك شئ سوى ان تبتسم كل صباح . وان تتساءل ألف مرة فى داخلك إلى اى مدى تستطيع احتمال الألم . فتلعن نفسك وتلعن قوتك التى لازالت تعطيك الامل وتعطيك القدرة على الابتسام فى الصباح

&&&&&&

احيانا اكاد اقسم ان سبب استمرار صدقاتنا منذ الصبى حتى الان هو اصراره على انه سوف يأتى يوم ويفعلها . سنين طويلة وانا اراقبه واراقب توتره كلما ارتفع الاحساس داخله بأنه يجب ان يفعلها . ادمنت عد الايام ما بين اختفائه وظهوره مرة اخرى ليعلن انه لم يستطيع رغم انه كان على قرب لحظة واحدة فقط من ان يفعلها فيدفن نفسه فى صمته ويختبئ من صدى ضحكاتى

&&&&&&&&&

تأملت الحزن الساقط على وجهها مع قطرات ندى الصبح عددت انفاسها المتلاحقة وخصلات شعرها المتناثرة فى عفوية . ذبت فى انتفاضت قلبها المتلاحقة ورعشة الخوف التى تطلقها يديها سرت معها فى اتجاه القادم. عندما أبتسمت اكتشفت أنها ليست اجمل امرأة فى العالم لكنها هى فقط من تسطيع ان تجعلنى ارى الوجود جميلا

&&&&&&&&&&

ترحل من العشرين تصل إلى الثلاثين تقترب من الاربعين . تتوه فى غربتك يقتلك اغترابك . يعتصرك الجوع تحصى الباقى من المال فى جيبك تتأكد ان الباقى من العمر اقل من ان تستطيع ان تحصيه . تتمنى ان تجدها مرة اخرى لتختبئ داخلها . تحن إلى نفسك تلعنها . تحصى سنين عمرك الفائته . تتأكد ان ما بقى لا يكفى ليسد جوعك .

&&&&&&&&&&&&

ربما ادمنت أن أمضى الوقت فى انتظار عودته أحصى عدد مرات فشله فى ان يفعلها لأشعر بمدى نجاحى . ربما حسدته على قوته واصراره على تحدى الواقع وعلى الاحتفاظ بالامل داخله . ربما تمنيت ان امتلك نصف قدرته على الحلم . ربما اعتدت فقط ان اراقبه وهو يفعل شئ لم استطع ان افعله يوما .

&&&&&&&&&&&&

عندما ألقت برأسها على صدرى شعرت بمدى تفاهة هذا العالم . وعندما لمحت الابتسامة على شفتيها شعرت بمدى عجزى . تمنيت ان ننفصل عن كل هذا العالم بماديته الضحلة فقط للحظة واحدة . لحظة واحدة فقط من السعادة.

&&&&&&&&&&&&&

ما فائدة الحلم اذا كنت تعلم انك لا تستطيع . وكيف تتوقف اذا كنت لازلت تستطيع الابتسام رغم الألم كل صباح . تكره التناقض فتضيع داخله . تحمل معك بقايا عمرك وسنين اغترابك . وجرعات متتاليه من الالم . ووجها الدافئ وابتسماتها المرسومة فتنسى اغترابك . تمتلك لحظة واحدة من السعادة فتختفى داخلها إلى الابد .

&&&&&&&&&&

عندما عاد هذه المرة لم يختبئ فى صمته ولم يختبئ من صدى ضحكاتى . بل ظلت هذه الابتسامة مرسومه على وجهه دون الافصاح عن شئ .
عندما سألته هل فعلها فعلا . اجابنى بأنه لايوجد فى هذا العالم ما نخشاه اذا كنا لا نجد ما نخسره وصمت . وعندما اعتلى الهدوء وجهه سألنى هل تعتقد اننى فعلتها فعلا ؟ واطلق ضحكة لا مباليه ارتج لها المكان وتركنى اغوص فى صمتى . ورحل بعيدا وترك خلفه تساؤل واحد ؟؟ هل سيعود يوما .

&&&&&&&&&&&
عندما القيت براسى على صدرها أخبرتها ان كل ما نستطيع ان نفعله هو ان نختفى داخل لحظة السعادة هذه إلى الابد .
اجابتنى بأنه لا يوجد ما نخشاه طالما اننا لا نجد ما نخسره . وقبل ان ألتقى باندهاشى التقيت بعينها وهى تسألنى هل تستطيع ان تفعلها حقا ؟؟؟

Tamer Silit
07/11/2006
9.55 am

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

لاول مرة اقرأ لك ولكني وجدت في قصصك واقعا نشتاق لان نصرخ بوجه العالم لنقولة
لقد كان لقلمك ابداع
ولحرفك نور
ولاسطر همسات قصصك تأثير في القلوب
واعتصار للنفوس
وترقب النفس التالي
بانتظار النهاية

وكم منا انتظر حتى النهاية
فمنهم من استقى من الماضي ولحق بقايا ايامه
ومنهم ما رحل ورحلت معه احلامه
والاجمل تلك النغمات والكلمات التي تغني الكلمات وتزهرها كالندى في الربيع

لك تحياتي وساقرأ لك باستمرار

وسام
فلسطين

Tamer silit يقول...

وسام

بل حضورك هو الاجمل والاروع

وكلمات بالنسبة لى شهادة اعتز بها