الأربعاء، نوفمبر 08، 2006

الاسطورة



الأسطورة



تقول الأسطورة أنه كان أقوى من الزمن ومن الوحدة كان يجوب الصحراء يجتر عذابه وفى نهاية كل عام كان يطعن جسده بالسيف طعنة حتى لا تهرب منه السنين
***
فى صمت تحى وفى صمت تموت .... فى صمت تجتر الألم داخلك بعد أن فقدت الوطن ولفظتك الأرض ..... تتشابه داخلك المدن رغم اختلاف اللغة ... دائما تعتصرك الوحدة ودائما تجد فى نشرة الاخبار وجه تعرفه نذف دمه حتى الجفاف
***
تقول الاسطورة انه هام فى الارض الف عام يحلم بمواجهة الطاغية فيخترق بسيفه الصدر حتى النخاع
***
يقتحمون وحدتك ... يتهمك الجميع بأنك منهم .... تأخذك ظلمات السجون ... وتتشابه الآحذية عندما تترك علاماتها على رقبتك ...يجبرونك على الاعتراف بكل لغات العالم بأنك تعلم لأتك منهم ... فتعترف وانت لا تعلم ما الذى تعلمه... وتعود إلى وحدتك داخل ظلمات السجون فتضيع منك السنين
***
تقول الاسطورة انهم رأوه بعد عام من نفيه على مشارف المدينة فأستعد الجميع ليواجه معه الطاغية .... لكنه لم يدخل المدينة .... ولم يواجه احد الطاغية
***
تشتاق إلى وطنك .. إلى منزلك الصغير .. زوجتك ويد طفلتك الصغيرة .. تشتاق إلى ساعة الحائط التى لا تعمل معلقة على جدار المنزل كتحفة أثريه تعلن عن فقدان الزمن ... تلفظك الأرض إلى الآرض فتستلم إلى حنينك
***
تقول الاسطورة أن المدينه فى نفس الموعد من كل عام كانت تستعد لمواجهة الطاغية وتخرج إلى مشارف المدينة تنتظر قدومه ... وظلت تنتظره كل عام ولكنه لم يأتى ولم يجرؤ أحد على مواجهة الطاغية
***
تعود إلى وطنك تجد أنهار استبدلت مائها بالدماء وبقايا منزلك المهدم .... تبحث عن قبلة من قلب زوجتك أو لمسه حانية من يد طفلتك الصغيرة لتزيل آثار الأحذية من رقبتك فلا تجد سوى الساعة التى لا تعمل وبقايا من دماء اختلطت مع تراب الوطن .
***
تقول الاسطورة أنه عاد بعد ألف عام فى ليل يوم دون اليوم الذى تنتظره فيه المدينه وقاتل الطاغيه وحده وأخترق بسيفه الصدر حتى النخاع ورحل دون أن يعلم أن الطاغيه فى كل عام كان يلد طاغيه ... وأنه فى الصباح سوف يعود الطاغية من جديد .
***
تهيم داخل الوطن تجتر حزنك فتجد الجميع مثلك . تبحث عن وجه تعرفه فلا تجد .. تسير مع الحشود الصامته تعد العدة للمواجهة وتخرج إلى مشارف المدينه وتجلس تنتظر مع من ينتظرون كل صباح تتمنى أن يعود .

29/7/2004
8am

ليست هناك تعليقات: