الثلاثاء، أكتوبر 23، 2007

سريالية (2)الحقيقة والميلاد



سريالية (2)
الحقيقة والميلاد

أنت….
يا أنا يا من لا أعرفك… من أنت ….لماذا تعيش في داخلي تحمل معك متناقضات حياتي تدفعني لحافة الجنون أنا اعلم جيدا من أنا…… أنا لست أنت … أنا إنسان وحيد احب وحدته وخجله وهدوءه تشرنق داخل صومعته في هدوء داخل جدران حبه نبض قلبه فعجز لسانه عن البوح انتفضت داخله المشاعر حملها بين ضلوعه وعاش وحيدا تخرج كلماته على الورق دون أن تلمسها شفاه الحبيب
*********************
أنا
كيف وصلت إلى هذه المرحلة ؟ …….
نظرت إلى الجسد الرخامي العاري الممدد بجواري إلى الفراش كانت لازلت قطرات العرق تتسقط من الجسدين المتجاورين والأنفاس المتلاحقة المنتشية أخذه في الهدوء تدرجيا تجنبت النظر في عينيها ألقت برأسها على صدري أحسست ببشرتها الناعمة تلامس جسدي عبثت بيدي في شعرها الأسود الحريري. نسمة هواء باردة تسللت إلى داخل الغرفة رعشة قويه تجتاح الجسد الرخامي بجواري احتضنتها نظرت إلى وجهها الملائكي طبعت قبله على وجنتها التقت شفتاي بحبات العرق المرة. شعرت بندم الدنيا يجتاحني .أغمضت عيني انتقلت الرعشة إلى جسدي. ضمني الجسد الرخامي الناعم ليهدئني. زادت الرعشة وضغطت على الرئة. بحثت في الغرفة عن الهواء لم أجد. حاولت الصمود كنت انهار. بحثت عن شرنقتي لم أجدها فاستسلمت وأغمضت عيناي
****************************
أنت …..
يا أنا يا من لا أعرفك ….. يا من تعيش في الظلام …. يا من تدفعني للجنون ….يا من تثير في داخلي الفوضى وموجات متلاحقة من الغبار ….. وتدفع عقلي إلى الثورة على كل شئ دون خوف دون روابط دون حدود ….
تجعلني فيلسوف …. مهرج ..كهل يحمل داخله هموم الحياة….فارس يحمل سيفه يتحدى كل شئ الوهم الحقيقة الموت والحياة… أنا لست مثلك ولا املك قوتك أنا إنسان بسيط يقوم في الصباح كل ما يتمناه أنا ينطق كلمات حب ظل قلبه عاجز أن ينطقها ليدخل معه حبيبه شرنقته ويعيش في هدوء بعيدا. يبنى دنيته الوحيدة الرومانسية الهادئة بعيدا عن عالم فقدت فيه المشاعر وماتت فيه الكلمات يبحث عن ذاته يخاف ربه يعشق خضرة الأرض وتغريد العصافير يحتضن حلمه داخله يعطيه الأمل
***********************أنا
ماذا أكون ؟ شيطان …… لعنه ….. كلمه غير مفهومه خرجت من بين قواميس البشر ؟
… الجسد الرخامي الناعم مستسلم في الفراش نام في هدوء وتعب يسقط عليه نور القمر فيجعله جسدا نوري يسبح في الفضاء ….. ملاك أنتي حبيبتي قتله شيطان دون رحمه دون خجل دون خوف من نتيجة أو عقاب
…. كيف استطعت أن أقضي على براءة هذا الملاك ….. كيف استطاع الإنسان الذي يخاف ربه أن يسقط في دائرة الخطيئة … أن يدنس كلمة الحب
وجسد من يحب ……. كيف استطاع القلب العاجز عن نطق كلمات الحب أن يصل إلى هذه النقطة ….. أن يحطم شرنقته ويقضى على براءته وطهارته
************************
أنت….
يا أنا …..يا من لا أعرفك …. يا من تحاول إصلاح العالم …. يا من لا تخاف الموت ….. يا من ولدت في الصحراء وعشقت الجبل …. لا أستطيع أن احتملك .. الجسد الضعيف اضعف من أن يتحمل جلد السياط ورطوبة السجون …. القلب الواهن يخشى الظلام وحيوانات الجبل ….. يخشى الخروج من الشرنقة يخشى المعارك والدم ….. الساعد الضعيف يعجز عن رفع السيف ….. يعجز عن كسر الروابط والحدود ….. أنا إنسان من ورق عاش على الورق وكتب حبه على الورق آخره بدايته ونهايته الورق…. فلا تدفعني وسط الحياة والحروب … فأنا لا اعرف حتى أن احب سوى على الورق
**********************أنا
ماذا فعلت؟
وقفت أمام الجسد الرخامي العاري أتأمله بأعين تفيض بالندم والأمل وهو نائم في هدوء وسكينه مددت يدي لأتحسسه فتحت عينيها نظرت لي بنظره ملأها الحب …. احتضنتها وضعت رأسها على كتفي دمعه ساخنة سقطت من عينها أحرقت جلد كتفي الخشن صوت نحيب ضعيف انتقل إلى أذني ورعشه في جسدها انتقلت إلى جسدي رفعت وجهها أمامي مسحت دموعها بيدي لامست يدي شفتها حاولت أن اقبلها فلم استطع.
احبها .. احب هذا الجسد الرخامي والنهدين الصغيرين احب أن احبها …. هذه الروح التي تعطيني الأمل في الصباح بابتسامه رقيقه … دون أن تعلم أنى انتظرها …. هي الأمل والحياة … هي من بنيت من اجلها الشرنقة واعتزلت العالم عشت داخل حلمي ووجودي .
***********************أنت ……
يا أنا يا من لا أعرفك… لماذا تلومني أنت لست ضميري … دائما للحب نتيجة … دائما للحب طريقه …. احبها وتحبني حتى لو ضربتنا كل لعنات الأرض … احبها وتحبني هل يوجد تفسير آخر للحب سوى الحب …. هي من سمحت لي أتلمسها …… هي من ألقت في جسدي جسدها … فلماذا تحدثني عن الندم؟ …. وكيف يكون أنت … وأنت من أفنيت عمرك في البحث عن التحرر الكامل في الوصول إلى نقطة العدم ….. وأنت من علمني الثورة وجعلني أحطم الشرنقة …. أنا ابن الطبيعة والخضرة أنا من خلق من الحب ….. ضعيف القلب إنسان الورق …. تحدثني عن التوبة …. وماذا تعلم أنت عن الرب…… أنت شيطاني يعيش في داخلي يدفعني …. يدفعني لعكس طريقي
فقط تريد السيطرة تريد أن تمتلكني …. كدمية خشبية تحركها بخيوط في إصبعك … هذه ذاتي لي أنا وحدي.
********************أنا
من أنا ؟
كانت تقف أمامي مرتديه ملابسها السوداء …. يطل منها وجهها الأبيض الشاحب تضع زينتها في سكون أعينها تحمل نظره منكسرة حزينة تحمل هموم الدنيا داخلها ….. اقتربت منها ابتعدت …. حاولت إضحاكها لم أستطيع يئست …. جلست بعيدا تواريت في ظلال الحجرة …… كان الندم يأكلنى والحزن عصف بالقلب إلى حافت الجمود … تحولت حياتي إلى العدم إلى سراب ….. لا افهم لماذا يجتاحها هذا الحزن … وهى تحبني …ألا تعلم أن للحب نتيجة …. نظرت إلى دون أن تنطق واتجهت إلى الطريق …… تابعتها من النافذة وهى تسير في الطريق شاردة تلقى بوجهها في التراب المتصاعد من اسفل قدميها ….. أحسست بدمعه حزينة تندفع من عينها دون أن أراها … مشاعر الدنيا لا تستطيع أن تصف مشاعري الآن …… ألقيت بنفسي في الفراش ….. الحزن يكاد يقتلني ….. تذكرت ليلة الأمس وجسدها الرخامي بين أحضاني يذوب فى جسدي …. نشوة غريبة تجتاح صدري … قلبي يقفز فرحا لا معنى للندم الآن لا وجود للألم بين أمواج السعادة الغامرة بعد ليلة من أحلى ليالي العمر لن تعود …. لكن …. من أنا؟….. من أكون ؟ …. اأنا أنا أم شخص أخر باع عمره من اجل لحظة تحرر وسعادة …… أم أكون هو الذي في داخلي الذي يحلم بالتحرر ….. لا أستطيع أن اعرف
**********************أنت……
يا أنا يا من تعرفني جيدا ……. من أنا ….. ومن أنت …..من أكون ….. ومن تكون ….. آنا أنت …… و أنت أنا …… أم نحن معا ….. لماذا نعيش معا …… لماذا تحمل داخلك قلب فارس يحمل الدنيا على عاتقه ……. وأنا إنسان من ورق….. آنت شيطاني أم أصحبك معي إلى الهلاك …… أتريد أن تكون دون أن أكون …. أم نكون سويا…….. لماذا كل هذه المتناقضات …..بماذا تطالبني بالندم بعد التحرر …..بالعودة إلى الشرنقة بعد الخروج منها………. أي مبدأ هذا وأي نتيجة !!! آنت حلمي الذي لا وجود له …. أم حقيقتي التي تعجز عن الظهور ….. لماذا ترتبك داخلي المشاعر وتتوه منى المعاني …. وتتحطم مبادئي في لحظه ….. هل أخاف منك أم أخاف منى ….. أحدنا شيطان … والأخر دون معنى …. عن ماذا تبحث لماذا تأخذني معك في رحلتك وتدفع أفكارك في رأسي .. أنا احب ذاتي ونفسي احب حياتي وشرنقتي …. وجمودي ….احب عالمي الذي خلقته بيدي حتى لو حطمته وحطمت شرنقتي ….. فلماذا تجعلني معك احمل هموم العالم .
يا أنت ويا أنا يا من لا اعرفهم من نحن وما هي الحقيقة؟
لماذا بدأت المعاناة منذ لحظة الميلاد؟
أتكون الحقيقة هي لحظة الميلاد
أتكون الحقيقة هي في كوننا إنسان
لا أستطيع أن افهم ….. لكنى اعرف جيدا إني احبها ودائما للحب طريقه ودائما للحب نتيجة …… حتى لو كانت الندم

يتبع

ليست هناك تعليقات: