الأحد، ديسمبر 30، 2007

مجرد لقطات من حياه



مجرد لقطات من حياه

جنس


ضاجعتها لانه لم يكن هناك شئ اخر نقوله او نفعله .لابد ان اعترف بذلك . فهى ليست جميلة على الاطلاق . وليست هذا النوع من المرأة الذى افضله ولا تمتلك هذا الجسد الذى يدفعك للخظيئة . لكننا لم نعد نملك مانقوله . عندما سألتنى هل سوف تتذكر هذه اللحظة دوما . وافقتها وكلى يقين اننى لن انساها بعد فشلى فى ان انفض عن ذهنى هذه الرائحة الناتجه عن اختلاط العرق بين الجسدين والتى تشبه رائحة الفسيخ المختلطة ببيض فاسد.
*****

خوف


عندما ظهر بجسده الضخم المفتول العضلات يسد خيط الضوء الرفيع القادم من نهاية الطريق استجمعت كل قوتى للهروب وعندما اكتشفت ان نهاية الطريق خلفى مسدوده وانه لا يوجد جنس انسان حولنا تأكدت انه لابد من المواجهة فملاءنى الرعب .... تلاحقت أنفاسى بنفس سرعة هروب الدم من جسده الملقى امام خيط الضوء الرفيع القادم من نهاية الطريق .. تابعت جسده وهو يرتعش ارتعاشته الاخيرة معلنا هروب الحياة ملت عليه ورددت بصوت لايكاد يسمع اخبرتك الف مرة انى اخشى ان اقتلك .... وارتسمت على وجهى ابتسامة كبيرة
******
جوع


دورت داخل المنزل الخاوى ابحث عن شئ ينهى الجوع اوقفتنى مرآة تكشف عدد من الشعيرات البيضاء بدأت تقتحم الرأس لتتناغم مع بعض ترهلات الجسد العارى التى بدأ الزمن فى اظهارها ... تأكدت من ان جوعى اقوى من ان ينهيه اى شئ وعندما اصدمت بجسد قطى الميت ملقى بين ردهات المنزل دون هدف او نتيجة انتابتنى حالة هستيرية من البكاء تصل إلى حد التشنج كلما زاد الشعور بالجوع داخلى
*****
وهم


اعلم اننى تناولت الكثير من الشراب اليوم لكن لازال ينقصنى كأس واحد للدخول إلى عالمى الوردى بعيدا عن الواقع بترهلاته الفراغية وفشله الذى لا ينتهى ووحدته التى لا نهاية لها .... صراحة لم اعد اعلم هل انا من يصنع هذا العالم أم كأسى الذى يصنعه وخاصة أنى كنت على يقين ان الكأس الاخير فى يدى يحتوى على ماء شعير خالى من الكحول !!!
****
إعتراف


عندما ألقيت جسدى بجوارها محاولا فى عجز التخلص من رائحة الفسيخ والبيض الفاسد التى تحتوينى مالت على بجسدها العارى لتضع على جبهتى قبلة لزجة محملة برائحة انفاسها العطنة فتدفع الاشمئزاز فى الجسد لتخبرنى بأنها لابد ان تعترف لى بأنى لست شابا على الاطلاق ولست هذا النوع من الرجال الذى تفضله بل اننى حتى لا امتلك هذه القوة القادرة على اشباعها !!!. فانقضضت على جسدها العارى احتضنه فى قوة دون اعتراض منها محاولا ان نعيد الكرة . بينما هذه الرائحة تحتوى المكان لتضغط على الرئة فنصل إلى حد الاختناق
****
نهاية


أرتفع صوتى فى حده معترض على صمته الدائم والذى اصبح لا يتخلى عنه ونظراته البارده التى ترفض كل تبرير اقدمه للفشل او للوحده ورفضه لكل معنى اقدمه للهدف فى الحياة حولت بقوة ان اشركه فى الحديث وعندما لم استطع حسدته على هذه القدرة على الصمت التى يمتلكها وعندما تلمست غضبه من حسدى له وتفكيره فى هجرى احتضنته وقبلته فى حنان وربت على راسه فى محاولة استمالته مرة اخرى واقناعة باننى لم استطع التخلى عنه يوما ليسمح لى باحتضانه فى فراشى مرة اخرى .... فرغم كل شئ مازال هو الشئ الوحيد الذى يشعرنى بالدفء فى هذه الحياة حتى ولو كان مجرد جسد قط محنط .

Tamer_silit
7.50 pm
30/12/2007

السبت، ديسمبر 22، 2007

الحلم يألوان مختلفة

الحلم بألوان مختلفه

تاوه بصوت مسموع وهو يتمطى فى فراشة فإرتد إليه الصوت من جنبات المنزل الخاوى . تاكد من احكام الغطاء حول جسده المرتعش . اغلق جفنيه بقوة فشعر بضغطهم على حدقة العين . جاهد للسقوط فى نومه العميق وكله اصرار على ان يكون نومه فى هذه الليلة مختلف عن كل ليلة سابقة وان تكون هذه الليلة هى نهاية المشكله.
فى الصباح ظهر بتوتره المعتاد الظاهر على جنبات وجهه وكأنه جزء من ملامحه يرافقه صمته العميق الذى يواجه به كل شئ ماعدا تلك الثورة المشتعله داخله والسؤال الدائم التردد فى راسه دون ان ينتهى عن كونه لا يستطيع !!.
على الرغم من وصوله إلى الاربعين و ظهور الشعيرات البيضاء المتدافعه فى جنون بين سواد شعره . وحدته القاتله ووصوله لهذا السن دون زوجة او صديق على الرغم من عدم تذكره اشتهاؤه يوما لامرأة ولعله حتى لا يعلم كيف يشتهى الرجل أمرأة إلا ان كل ذلك لم يكن يؤرقه او يمثل مشكله فى حياته . فقط كانت تؤرقه طريقة الحلم التى تلازمه كل يوم منذ مولده فتجعله لا يهنأ بلحظة واحده فى حياته .
أحلام بالابيض والاسود هذه هى مشكلته فى الحياة التى لا يستطيع حلها . دائما تأتى احلامه دون ألوان فقط الابيض والاسود والرمادى وكأنه مخلوق مختلف عن باقى البشر وكانه لا يمتلك سوى تلك الالوان الباهته . وكأنه لا يستطيع ان يكون مثلهم يوما .
فى البدايه لم يكن يهتم . كان يعتبر ما يحدث له شئ يحدث لباقى البشر . وعندما أكتشف اختلافه انتابته حالة من الضيق و الكأبه مع الوقت تحولت إلى حالة من الخوف تتخلل دمائه لتصل إلى القلب مع كل نبض من نبضات قلبه . شعر بأنه انسان منبوذ فتقوقع داخل وحدته الابديه.

حاول كل شئ درس الاحلام وتفسيرها ادمن الاستماع إلى احلام الاخرين وتفسيرها ودائما ما كان يتوقف ليسأل عن الالوان داخل الحلم متعلل بأهميتها فى التفسير لعله يستطيع تخزينها داخله وأجترارها اثناء نومه فأشتهر بمدى عشقه للاحلام ومدى قدرته على التفسير فكانت هى الباب الوحيد الذى يتعامل به مع من حوله . اتجه إلى تتبع اثر السحر والمشعوذين وطرق كل باب للحصول على الالوان المفقوده داخله . اصبح وجها مألوف على أعتاب عيادات الاطباء النفسيين للوصول إلى حل ودائما كانت النتيجة تتوقف بعد عدد قليل جدا من الجلسات لا يتعدى اصابع اليد الواحده وعدد ضخم من الاقراص المهدئة والمنومة التى لا يحتاجها موضوعه بجانب فراشه لان مشاكله تزداد كلما سقط فى النوم ليصتضم بألوانه الباهته.

المهدئات كانت تزيد مشكلته حده لدرجة ان احلامه تحولت إلى معضله عندما تحولت إلى لغات اخرى لا يتقنها لكنه يعلمها فيستيقظ من الحلم وهو لا يعى معظم ما يدور داخلها فتتحول أحلامه إلى طلاسم لا يستطيع فكها فتزيد توتره وتقوقعه ...

فقط طبيب واحد هو من ظل يستمع له كثيرا دون ان يلقى به فى بحر الادويه .. فقط يستمع إلى كل تفاصيل حياته ولا يتحدث ولا يصف علاج فلم يعد يستطيع ان يحصى عدد الجلسات او الشهور التى قضاها معه فأصبح على يقين بأنه طبيب كل ما يبحث عنه هو مبلغ اكثر كلما طال العلاج ... حاول ان يرحل لكنه كعادته لم يستطع اتخاذ مثل هذا القرار فهو لا يهتم بأتخاذها واقنع نفسه بالامل .

وعندما طالب الطبيب بأى نوع من العلاج فاجاءه الطبيب بالرفض ليواجهه بحقيقته وسبب هروب ألوانه لكونه انسان من فراغ لاوجود له لا يؤثر ولا يتأثر بما حوله محايد لا سالب ولا موجب نتيجة مستمرة للاشئ.
توترت ملامحه فى شدة حاول ان يصرخ يرفض يرحل بعيدا عن الطبيب . لكنه لم يستطع ، تحداه الطبيب ان يذكر اى موقف فى حياته تمرد فيه او رفض أو غضب أو مشاجرة أو حتى محاولة للتغيير فلم يجد إجابه .
رحل يبحث عن الوانه يبحث عن رفض عن تمرد لم يستطع اكتشف ان حياته خاويه وانه لا يوجد بين وحدته ما يرفضه او من يواجهه أويحاول التمرد عليه لا يوجد حتى موضوع واحد يستحق النقاش . أو هدف يستطيع العيش من أجله . اكتشف أنه لايملك رغبات أو أحلام مثل باقى البشر.

اصابته حالة من الكآبه أقترب لحالة من القناعة بعدم وجوده ووجود أحلامة الهارب منها الالوان .. فى الطريق كالعاده اوقفه بائع الفاكهة أمام منزله يعرض عليه ما لا يحتاجه فيأخذه دون نقاش ....كعادته دفع بيده داخل جيبه مستعدا لاخراج الثمن الذى سوف يطلبه البائع دون نقاش ودون ان يعلم ما الذى يحتويه الكيس فى يد البائع الممتده إليه .... إحتدت معالم وجهه تسمرت يده داخل جيبه انطلق الغضب من داخله يحمل معه كلمة لا فأعتلت الدهشة وجه البائع وهو لا يفهم ما يحدث ... لا ... قالها بقوة هذه المرة فأزدادت دهشة البائع ... لا الاخيرة قالها وهو يندفع فى اتجاه البائع محاولا مهاجمته فأوقفته نظرت الغضب الشرسه المنطلقه من عين البائع والمرتسمه على جميع ملامح وجهه.
إنطلق مسرعا فى طريقه إلى المنزل يحمل فى يده كيس الفاكهة الذى لا يعلم محتواه مع اصابات طفيفة فى الوجه وينقص من جيبه مبلغ من المال ضعف ما طلبه البائع .... لكنه على الرغم من كل ذلك كان لا يستطيع ان يخفى ابتسامته الواضحة على وجهه . وهذا الشعور بتدفق الدم فى انحاء جسده.

لم يكترث بأى شئ .. فقط انطلق إلى فراشه مسرعا باحثا عن ألوان احلامه المفقوده وهو تنتابه سعاده غامرة بعد أول (لا) قالها فى حياته . والشعور بأن كل شئ بدأ ان يتغير .

عندما استيقظ كان توتر ملامحه يصل إلى ذروته ليختلط مع همهمات غير مفهومة منطلقه من داخله عندما اكتشف مدى تعملق مشكلته ... فهذه المرة جاءه الحلم بنفس ألوانه الابيض والاسود لكن بلغه لا يفقها ولم يسمع بها على الاطلاق و مع الحلم ظهر شريط واضح المعالم جدا وضعت عليه كلمات الترجمه للغة التى لا يفقها على الاطلاق .

Tamer_silit
19/12/2007
10.30am