الثلاثاء، أكتوبر 23، 2007

سريالية(1) الحقيقة الرابعة في الحياة





سريالية

(1) الحقيقة الرابعة في الحياة


أيتها العرافة العالمة
قطعت ألف طريق للوصل
تبعت أوراق الشجر المتساقطة في الخريف وسقوط المطر
سرت على عروق الدم القادمه من الجامع المقدس
انتظرت ظهور البرق للوصول إليك
كل ما ابحث عنه هو المعنى
لا اطلب ضرب الأحجار أو النظر في البلورة البيضاء
لا أسألك عن المستقبل أو اطلب النبوءة
فقط خبرة ألف من السنين مرورا على وجودك
تفسير للواحد
للبقاء
شعاع من الأمل يعيد الدفء للنفس المفقود
الحقيقة الرابعة في الوجود بعد الرب والموت والخيانة.
******
أنت أيها القلب الضعيف المملوء بالحياة أين ذهبت انتفاضتك وضحكتك البريئة ؟
أين القدرة على أللتآم الجروح ؟
لما لم تعد تهتز داخلي ؟
أين المحبوبة وأين ذهب الحبيب ؟
كيف فقدت القدرة على الإحساس بالندى في الصباح ؟
كيف لم تعد تملك سوى النواح ؟
دمك البراد يسيل من جروحك داخلي يملأ الصدر يضغط على الرئة يجمد النفس في العروق
لماذا لا تنهض تتحرر أم أصبحت اضعف من أن تقوم !!!
*******
تتحسس العرافة القلب في داخلي
تلمس بيدها المعقوبه خطوط الكف
شهقة مكتومة لم يستطيع الصدر كتمانها
تنظر إلى بعيون يملأها الخوف
رعشه تمتلك أطراف جسدي
وحزن على وجه العرافة يجرى كالماء بين شقوق الأرض العطشى على تجاعيد رسمتها مئات السنين .
فلتخبريني بالحقيقة مهما كان ثقلها
أنتي الأمل الوحيد الباقي
أنتي الهدف الأخير
لماذا تخترقني عيونك العاجزة عن الرؤيا ويرتجف القلب بين الضلوع
المصير هو المصير قالتها واستدارت
أشارت إلى عروق الدم القادمه من الجامع المقدس شريط مضيء في الظلام
******
حبيبتي أين أنتي
لماذا تتركيني وحيدا بين ضغوط الحياة
لماذا تركتي فارسك يحمل سيفه الصدء من طول انتظاره مواجهة المجهول
لماذا لا تعودي فلازال في قلب الواهن القوه على الحب
لازال ينتظر رؤية الحبيب
المنزل الخاوي والذكريات النائمة على الجدران لازالت تنبض بالحياة
لازالت تنتظر عودة الروح إلى الجسد
لا تعودي فلازالت قدمي تستطيع السير ولازال النفس البارد يبقيني على قيد الحياة
سأبحث عنك وسوف أجدك مهما طال الزمان
********
عندما نفقد الهدف نفقد المعنى.
العرافة كانت الهدف الأخير المعلوم
تركت الهدف وتبعت عروق الدم المضيئة في الظلام
المصير هو المصير والعودة شئ مستحيل
لكن لازالت نظرات العرافة العاجزة عن الرؤية تبعث الرجفة في الأطراف والظلام يبعث الرهبة في القلوب
********
نشرة الأخبار في الصباح تقضى على البقية الباقية من القلب الواهن
أخرجه أدلكه انفخ داخله الحياة ليستطيع البقاء
كيف يستطيع هذا القلب الصغير أن يتشبث بالحياة
كيف أستطيع الحكم على كوني إنسان وسط عبثية تحكم الجميع بعد سقوط الحاكم وموت المحكوم
بعد هروب الحب وضياع الهدف وسط تلاحق الأيام
وتشابه صوت التثاؤب في الصباح
تتكرر الأيام ونحن كآليات ضخمه تتحرك وفق البرنامج الموضوع
لم اعد انظر للماء الساقط من الصنبور
فأنا افتح الصنبور واغسل وجهي في الصباح ولا فرق بين الماء والهواء

********

عندما تعتاد الظلام تستطيع أن ترى موضع قدمك
لا فرق بين الطريق والطريق
تعتاد على وصول الوحل إلى أعلى الركبة ولسعات الحشرات ماصة الدماء
تعتاد على السقوط والنهوض
تشعر بالوحدة إذا فارقتك عين الذئب المتربص بك
تتغنى بصوت النحيب وتتلذذ بلسعات الهواء الباردة التي تجمد الدماء في العروق
في الظلام لا فرق بين ارض وارض
بين حبيبه وحبيبه
الخوف يبعث في قلبك الحياة
والوحدة هي رفيقك الوحيد
والألم هو المتعة الوحيدة
********
حبيبتي أين أنتي ؟
لماذا لا نتوحد ؟
أكلت حرارة الشمس القادمة من إسفلت الطريق نعل الحذاء
توقف العرق عن السقوط بعد النفاذ
مررت بكل البلاد
غنيت الموال سألت البحر اختبأت تحت السحاب
أين أنتي ؟
لماذا تذيقي القلب الضعيف صوت العذاب
ترى أهذا طريقك أم أن الأمل لازال يلقى بي بين الطرقات ؟
وجهك الباسم قلبك النوري لازال يحمل القدم على الطريق إلى الطريق
أين أنتي ؟!!
أين اذهب أين طريق اللقاء بين كل الطرقات ؟؟؟

*********

لازلت اتبع خطوط الدم الساقطة من الجامع المقدس
تقتحم جبل الموتى تسحبني ورائها إلى القمة
سؤال هاجمني وانتشر كالمرض داخل العقل أي قوه تدفع الدم الساقط إلى الصعود عجزت عن الفهم ولكن بالتأكيد هناك شئ ناقص فعروق الدم تصعد جبل الموتى كنهر من حديد لا يستطيع الزمن أن يضعفه

*********

الذهاب إلى العمل كل يوم رائحة الكوب العطن وهو يحمل داخله الشاي
أخبار الجرائد المكررة المكتب المتآكل الأطراف الشاهد على عصور مرت
الكلمات المعادة الوجوه المتآكله فاقدة المعالم
الشمس التي تأتى في التاسعة كل يوم إلى داخل الحجرة كلها أشياء تبوح ببداية النهاية انغلاق جميع الحلقات المفرغة وامتلائها داخل المباني الأسمنتية التي تعجز الشمس عن اختراقها داخل الجدران الصلبة
الآن لاوجود للنفس
لا كيان ولا أحلام
فقط كل ما عليك هو أن تدلك قلبك في الصباح وتنفخ داخله الحياة

*******

الفارس المغوار يتبع عروق الدم بسيفه الصدء وجسده المرتجف الأطراف
عروق الدم تصل لأعلى جبل الموتى وتجاوب على السؤال
الدم يتبع الأموات يخترق المدينة ليصل إلى قمة المدافن
يعود للعروق يبعث للجسد الحياة : موتى الجامع المقدس لا يموتون
عروق الدم تعرف الهدف وتبحث عن الطريق تشق الظلام تتحدى الجميع وتنهض بالأجساد من تحت التراب لتعود من جديد

********

أنت أيها القلب المجروح من هجر الحبيب
كيف تنزف وأنت لم تذق يوما طعم الحب سوى في أحلامك
لم تلمس يوما شفاه الحبيب
أنت أيها العائش في الأوهام
أنت أيها العاشق الولهان لماذا تنزف وأنت قلب من لا وجود له
أنا وأنت واللاوجود واللا مكان
فلتنظر إلى وجهي إن كنت تستطيع
هل ترى وجها لي هل تجد عروق تدفع فيها بالدماء
هل ترى صورة حبيبتك
هل تعلم لون عيناها
نبضاتك ليس معناها أننا على قيد الحياة

*******

الموتى يعودون للمسجد المقدس ينشرون الذعر بين قلوب القتلة والجناة
يتجمعون
يبنون هرما من الحجارة
يشقون الغيماء ليسقط شعاع الشمس على المسجد
يموتون ليعودوا من جديد.
عروق الدم لا أحد يستطيع كسرها كلما أتى الموت تزداد قوى وصلابة لتكون انهارا لتعيد ألف ألف قتيل
لتأتى باللعنة على قلوب الجناة
وأنا أسير خلف الجميع
اختبئ من الموت
ارفض العودة للحياة
ونظرات العرافة العاجزة عن الرؤيا تطاردني
نظرة خوف رهبة لم افهم
أنا الفارس المغوار اختبئ خلف الحواجز الخرسانية
اخشي الجميع
أخفى السيف الصدء
ألقى على الجميع السلام
ادفن رأسي في الرمال مثلما يفعل النعام والأطراف المرتعشة لا تقوى على النهوض الأعين اعتادت الظلام عاجزة عن الرؤيا في ضوء النهار


******

ذقت مرارة الخيانة عندما رايتك بين أحضانه وطفلك نائم على صدرك
تتلقين القبلات في شوق وحماس
وأنا من طاف بالبلاد ألا احتاج لجرعه من حنان أو شربة ماء أو لحظه أرى فيها وجهك المس شفتيك أتأمل ألوان عينيك
ألا يحتاج دمك إلى دمى
جسدك إلى جسدي
أنا منك
وهو من هو
من يكون
أو من أين أتى
أتعرفين اسمه
لا تشيحي بوجهك بعيدا
فقط اخبريني باسمه أن كنت تعرفين
أتزوجته أم هذا ابن الخيانة ترضعيه.
أستطيع أن اغفر كل شئ فقط عودي
احتضنيني
ضمدي جراح قلبي
أعيدي الحياة إلى حياه
وحطمي الدوائر المفرغة
أنا وأنت كل الوجود نحمل داخلنا كل الملامح نملك باقي أسماء الأيام

*******

أحسست يدها المعقوبه تنتزع رأسي من التراب
علامات السنين في وجهها كالتربة العطشى تنتظر نقطة ماء
نظرت في عينيها أشارت إلى المسجد المقدس
وقالت هل تستطيع

********

فلتأتين معي حبيبتي لتحتضنيني
لتدفئين النفس البارد في داخلي
انزحي الدم عن صدري
أعيدي إلى الوجود والكيان
الحب هو المعنى للحياة
الحب هو الوجود هو النتيجة لكوني إنسان
فلتظهري ملامحي وتريني ألوان عينيك لنعود معا للوجود


******

حملت سيفي الصدء اتجهت إلى قلب المسجد المقدس
صرخت
تخطيت جميع العائدين من الموت
اتجهت إلى الجناة تبعني الجميع.
المصير هو المصير
أنا القائد الفارس الهمام
المصير هو المصير
الموت للجناة

******

توقفت كثيرا وهي تفكر هل تستطيع العودة
هل تستطيع التوحد مع الجسد الضعيف
هل تستطيع أن تبقى القلب الضعيف على قيد الحياة
وأنا اجلس في الانتظار
انتظر أن تؤمن بقوتها
بقدرتها على إعادة الحياة للحياة
أن تحمل بيديها شعاع الشمس وتعيد الملامح للوجه الذي لاوجود له
أن تتطهر وتنتظر الغفران

******

وقفت العرافة تنظر بأعين ملأها القلق
تشاهد الهجوم القادم من الموتى
تنتظر النتيجة
تنتظر المصير
وتحاول تحقيق الهدف

(يتبع )

ليست هناك تعليقات: