الاثنين، نوفمبر 13، 2006

شهوة




شهوة

استيقظت مع أول شعاع للشمس فتحت الشرفة التي تطل على المدينة من أعلى الجبل بدت بيوت المدينة كأشباح صغيرة فى الضباب تلاعبت
نسمات الصباح بشعرها الأسود الطويل فبدا كذيل فرس جامح لا يستطيع أحد إيقافه .لمحت آثار ليلة ماضيه من ليالى الأحبة على حافة الجبل حيث يهرب الأحبة بحبهم من قسوة المدينة .
أقامت فروض الله واتجهت إلى المطبخ لتعد شاي الصباح التي تكسر به وحدتها بعد فراق الأب والأم وتركها وحيده . وقفت أمام المرأة تتأمل وجهها الأسمر الجميل وجسدها المتناسق فى إغراء لكل من ينظر إليه مررت أصابع يدها اليسرى الخالية من أي حلي أو مجوهرات في خصلات شعرها الأسود بسواد الليل تلمست نعومته وتركته يسقط على كتفها للحظة تخيلت أنها لمحت شعرة بيضاء بين شعرها مالت على المرآة دفعت يدها بين خصلات شعرها مرة أخري دققت النظر انتابها فزع عندما وجدت الشعرة البيضاء واضحة فى المرأة وتعلن عن وجودها بين خصلات شعرها .
تذكرت كوب الشاي الذي لم تتم أعداده اتجهت إلى المطبخ وقد غمرها حزن لا تعلم سببه وقفت أمام الماء تنتظر أن يغلى وفى رأسها تتدافع الأفكار
هل وصلت لهذه المرحلة من العمر ؟
لازالت فى الثلاثين من العمر لا بل الثانية والثلاثون ؟ هل مرت بها السنين بهذه السرعة لدرجة إنها لم تعد تشعر بالأيام تمر . لم تأبه للماء الثائر فى البراد وتزداد الثورة ليطلق بخاره فى الهواء يلفح وجهها ليعلن عن وجوده حتى لو تناقص !!!
ارتدت ملابسها الفضفاضة غطت شعرها الأسود الطويل اتجهت إلى الطريق لتلحق بالعمل ألقت نفسها بين حشود الناس في الأتوبيس المتجه إلى اسفل الجبل تذكرت أمها وهى ترقيها في الصباح لتحميها من شر الطريق والناس ونظرات والدها المبتسمة تودعها في هدوء للحظة تمنت وجدوهم بجوارها هذا الصباح فانتابها الحزن ثم تذكرت إرادة الله فهدأ قلبها .
سارت فى خطوات جادة ومتناسقة في اتجاه مكتبها داخل العمل إلى أن وصلت وظلت صامته تحملق في ألا شئ أحست بأن نظرات الزملاء مختلفة لمست فيها الحزن والشفقة انتظر الجميع أن تطلق أولى ضحكات الصباح التي تحي البهجة فى المكان حاولت المجاملة بإطلاقها عن غير رضا فخرجت ضحكة مذبوحة لا تحمل معنى .
فى المساء وقفت فى الشرفة فبدت المدينة من أعلى الجبل كعقد من اللؤلؤ المنثور في غير تناسق فبعث البهجة في قلبها تحسست نسمات الهواء الباردة تتبعت الأحبة على حافة الجبل يختلسون اللحظات بعيدا عن المدينة القاسية تخيلتهم يدهسونها بأقدامهم ويصبون عليها لعناتهم من الحب الذي أرهقته قسوتها ففر إلى قمة الجبل . أغلقت إضاءة المنزل فبدا مظلم إلا من إضاءة شعاع قمر يحاول الاكتمال ألقى بشعاعه على فراشها البارد ارتدت ثوبها الشفاف واتجهت إلى الفراش تركت الشرفة مفتوحة لتلقى بنسماتها الباردة أليها تسللت النسمات الباردة إلى جسدها أحست بها محملة بكل أنفاس المحبين على حافة الجبل ولمساتهم الحانية شعرت بهمساتهم فى آذنها أغمضت عينها للحظة وتركت نفسها للهمسات الحانية تعلو داخلها أحست بنسمات الهواء البارد تحمل أيدي الأحبة وتتلمس جسدها الأنثوي المغرى رغم بكارتها تلذذت بطعم كل شئ فثارت داخلها مشاعر الأنثى التي ظنت أنها فقدتها من طول الوحدة تلذذت اكثر واكثر اندفعت داخلها شهوتها تمردت على الملابس فبدا جسدها الأسمر كجسد آلهة فرعونية تستحم في ضوء القمر تركت الجسد تحكمه ثورته تزايدت النشوى فتحت عينها رأت القمر يطل عليها من أعلى النافذة أحست بأن داخل القمر وجه يراقبها نظرت إلى جسدها العاري فأحست بمدى عريه شعرت بالخل يجتاحها قامت مسرعة من ضوء القمر .
ألقت نفسها داخل البانيو اصطدم جسدها ببرودته تركت الماء البارد يغمر الجسد فيسحب حرارته تدريجيا دمعة حزينة جرت على خدها الأحمر من الخجل أغلقت عينيها وتركت نفسها للراحة .
فى الصباح تمردت على العمل أحضرت صبغة سوداء أعادت لون الشعرة البيضاء إلى اللون الأسود جلست ساكنه فى الشرفة تتأمل لا شئ شاردة وصامته إلى أن أتى المساء ظهر قمر مكتمل الملامح أحست بشعاعه يتقرب إليها في خجل يحاول ملامسة شعرها الأسود الجامح ولا يستطيع يظلل الأحبة على حافة الجبل بشعاعه نظرت إلى القمر المكتمل الملامح رأت داخله وجه حزين أحست به وحيدا مثلها ابتسمت شعرت بوجه القمر يبتسم مال الشعاع حتى لامس خصلات شعرها الجامحة في فوضوية أحست بالخجل والنشوة اتجهت إلى داخل المنزل أخرجت صندوق قديم من دولاب ملابسها اشتمت فيه رائحة أمها فتحته أخرجت منه ثوب ابيض تذكرت دعوات أمها بأن يرزقها الله ( بابن الحلال ) فبكت . وضعت زينتها كاملة وضعت الكحل في أعينها الواسعة ارتدت الثوب الأبيض فبدت كملاك يفوق جماله جمال البشر اتجهت إلى غرفتها وجدت شعاع القمر قد غطى فراشها البارد جلست بهدوء في الفراش مدت يدها في الهواء داخل شعاع القمر نظرت إلى الوجه داخله شعرت به يبتهج مدت يدها أمسكت شعاع القمر سقطت دموع سوداء تختلط بلوح الكحل من عينيها رددت فى هدوء وبصوت لا يكاد مسموع ( زوجتك نفسي يا رجل القمر ).

8.05 am
30/1/2003
__________________

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بص يا سيدي اولا انت بتكتب كويس ودماغك دماغ انسان وقلمك قلم شاعر بس انا رأأي مهما كانت ديانتك ان مش عشان الفنان يبقي حر وعايش ف دنيا لوحده انه يتكلم كتير عن الجنس والاجساد العارية عارفه هتقولي انتي مش فاهمة حاجه ده احساس وشيئ انا مفهموش وبتاعبس ده رأأي انا كمان بكتب بس يوم ما أسرح اوي اصورهم في حالة حب بريئه مش مذنبةبس خلاص نورno_love_again_4ever2000@yahoo.com