الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

الجنس واشياء اخرى



الجنس وأشياء أخرى


تتوسط الشمس منتصف السماء أترك نظري يسبح فى الصحراء الشاسعة حولي لا أهتم بتوقف الجسد عن إفراز حبات العرق بعد نفاذها أو الشفاه المتحجرة من العطش كل ما أحاول أن أعرفه هو فى أي اتجاه أصلي .
* * *
غريبة هي الحياة تنجح فيما تكره وتفشل فيما تحب يزداد نجاحك فيزداد اغترابك داخلك تشتاق لنفسك فلا تملك إلا الإبتسام والتأمل فى جدران الغرفة الضيقة لتريح الجسد المنهك بعد أن هجرك النوم حتى تستطيع أن تبتسم فى الصباح
* * *
تقف أمامك بأعوامها الثلاثين تستعرض جمالها الفرنسي وتتحدث بلكنتها الأيرلندية التى لا تستطيع أذنك أن تستسيغها لتعلنك بوقاحتها اليهودية أنها تريدك فلا تملك سوى الإبتسام لتحافظ على نجاحك … تنتظرك …. فلا تذهب … تعاتبك فترتسم ابتسامتك على وجهك فى هدوء … تنصرف فلا تتمالك نفسك من أن تبصق خلفها على العالم من حولك .
* * *
تتعدى حدود المنتجع السياحي فى وسط الصحراء تنطلق على شاطئ البحر الخالي تتابع حيوان رخوي يحمل صدفة تزيد عن حجمه عدة أضعاف تتبعك بجمالها الأوربي
يتمرد جسدها على البقية الباقية من لباس البحر فى محاولة لإغرائك تبتسم وتتابع الحيوان الرخوي على أرض الشاطئ تقترب منك أكثر ولا تعلم أنك تعشق مصرية بجسدها الصغير وحمرة الخجل تكسو وجنتيها … لا تعلم أنك اعتدت أن ترى الأجساد الأوربية العارية ملقاة على شاطئ المنتجع حتى أنك لا تكاد تلمحها … لا تعلم أن انتظار قبلة من قلب فتاتك تكفى لتجعلك ترفضها سنين طويلة … تبتعد عنك بجسدها العاري فتظل تتابع حيوانك الرخوي يحمل صدفة حجمها ضعفه عدة مرات
* * *
فى منتصف الصحراء تلتقي عينيك بآثار معركة قديمة … تعلم أن نبش الأرض سوف يطلق بحرا من دماء الشهداء ماتت دفاعا عن هذه الأرض … تتهمك حبيبتك انك مثل فرويد تربط كل شئ بالجنس … ربما رأى فرويد الأجساد الأوربية العارية ملقاة على شاطئ غطته يوما دماء الشهداء … لكن هل رأى يوما ابتسامة الخجل على شفتيك … هل رأى الحيوان الرخوي يحمل صدفة تفوقه عدة أضعاف ليفهم وقتها أن أساس الغريزة هو الأمل فى البقاء.
* * *
تنهى اغترابك … تحمل حقيبتك وتسير فى منتصف الصحراء … تلقى نظرة على المنتجع السياحي خلفك تبصق على نجاحك الذي تكره وتعود إلى فشلك الذي تعشقه … تتمنى أن تلقى برأسك فى صدر حبيبتك الضئيل بحثا عن الراحة … تبتسم فيأخذك الطريق .
* * *
تتوسط الشمس منتصف السماء أترك نظري يسبح فى الصحراء الشاسعة حولي لا أهتم بتوقف الجسد عن إفراز حبات العرق بعد نفاذها أو الشفاه المتحجرة من العطش
كل ما أحاول أن أعرفه هو فى أي اتجاه أصلى فأنظر إلى موقع قدمي .

ليست هناك تعليقات: