الثلاثاء، نوفمبر 14، 2006

الحلم



الحلم

( يوم فاشل أخر) ..انتابه هذا الشعور بعد رؤية أول شعاع من الشمس تسرب من خلال النافذة المغلقة عند استيقاظه أتجه إلى النافذة فتحها. ضوء الشمس الساطع أعجزه عن الرؤيا للحظات . المنزل القديم أمامه فى الحارة الشعبية الضيقة يحمل الزينات والأعلام والأنوار تغطيه. تفاءل للحظة ثم تذكر أن اليوم هو يوم زفاف حبيبته يوم رفع الفرح من حياته يومه إعدامه .
لم يحزن كثيرا!!! لم يفهم لماذا ؟ ربما اعتقد انه سوف يغرق فى بحر من دموعه أو انه سوف يغلق غرفته ولا يغادرها لعدة سنوات بعد يوم مثل هذا اليوم لكنه لم يحزن !ربما لكونها النهاية المتوقعة لكل قصص الحب الرومانسية القديمة . اتجه إلى باب غرفته جذبه فى هدوء طالعه وجه أمه طبع قبلة على وجنتها نظرت له بنظرة ألقت كل أحزان الدنيا عن كاهله .
جلس أمامها على المائدة يتناول إفطاره . بعد موت والده اصبح هو المسؤول عن أمه وأخته لذلك اعتاد أن يفعل نفس ما كان يفعله والده . يستيقظ صباحا يتناول الفطور مع والدته قبل ذهابه إلى العمل ثم يعود للغذاء ويقضى الوقت معهم هكذا كان والده يفعل وهذا هو ما يفعله الآن.. تناول كوب الشاى رشف منه رشفة استنكر طعمه المر وما لبس أن تذكر انه يشربه دون سكر فاستساغ طعمه تناول معه الخبر والجبن وانهى إفطاره بقطعة خبز تحمل بعض المربى من طبق شبه فارغ برك بقيته لأمه وأخته.
(يوم فاشل أخر ) ..رددها لنفسه وهو فى طريقه إلى العمل ( كم يكره عمله ) تمالكه هذا الشعور وهو يصعد السلم متجها إلى غرفة الجراحة بقسم الطوارئ بالمستشفى الحكومى التى يعمل بها ارتدى البالطوا الأبيض علق سماعته على كتفه ألقى نظرة فى أنحاء القسم لا شئ جديد كل شئ هادئ الزحام كما هو الممرضات يتسارعون يحاولوا تخفيف آلام المرضى الذين تتعالى صيحاتهم فلا يعلوا شئ على صوت الألم .
من بعيد برز رجل يحمل طفل صغير تنزف منه الدماء تهرول خلفه امرأة تتلاحق أنفاسها وتتشتت نظراتها فى كل اتجاه . اتجهوا مباشرة إليه بعد إشارة سريعة من يد ممرضة قابلتهم فى منتصف الطريق عين الرجل المتوسلة أول ما رآه تم سمع صوته بعد ذلك ,, ابنى يا دكتور أصابه طلق نارى؛؛ هدأ من روعه وعهد بالطفل إلى ممرضة حملته إلى غرفة العمليات استعد بسرعة اتجه إلى الغرفة فقد حان وقت العمل لم يستغرق كثيرا فقد تمرس على مثل هذه الحالات اخرج الرصاصة طهر لجرح أهر بمتابعة حالة الولد وخرج إلى الردهة وجد الأب مع ضابط شرطه يخبره كيف أن ابنه أصابه طلق نارى فى مشاجرة لا يعلم عنها شيئا .
عندما رآه الأب اتجه أليه مسرعا (لا تخف ابنك بخير ) قالها بثقة ونشوة بالغة وغريبة . تعلقت الأم به تركت بعض دموعها على وجهه لم يجفف الدموع فقد ذادت من نشوته هذه النشوة التى تنتابه كلما شعر انه استطاع إسعاد إنسان .
قبل أن يسترد أنفاسه باغتته الممرضة اتجها لغرفة العمليات فى الطريق أخبرته أن فتاة تم اغتصابها وطعنها عدة طعنات بسلاح حاد فقدت الكثير من الدماء والحالة خطرة . فى غرفة العمليات وجدها سانة تنزف دماؤها وحولها فريق من الأطباء نظر إلى وجهها انتابته رعشة غريبة للحظة تمنى أن يرى من فعل بها هذا ليخلصه من حياته . دخلت الفتاة فى غيبوبة ولم يعد فى وسعهم سوى انتظار اللحظات القادمة ليروا أمر الله . الحياة أو الموت لا يوجد معنى آخر للانتظار.
فى طريق عودته للمنزل مر على أحد المستشفيات الخاصة ليرى نتيجة مسابقة كان قد التحق بها قابله عامل الاستقبال بابتسامه تحمل كل برودة الدنيا اخبره انه لم يوفق سأله عن من فاز بها اخبره باسم أحد زملاؤه أبوه أحد كبار الأطباء بالمستشفى .
غريبة هى هذه الحياة كل شئ اصبح حكرا يورثه الآباء للأبناء المعيدين بالجامعات أبناء الأساتذة والدكاترة ووكلاء النيابة أبناء المستشارين الأطباء أبناء الأطباء للحظة تخيل أن الملكية عادت من جديد الأغنياء يزدادون مالا والفقراء يزيدون فقرا .
مر على المقهى سحب مقعد جلس أمام رجل يتحدث مع كثير من الشباب أمامه ظل صامت جاء عامل المقهى حاملا كوبا من الشار دون سكر قبل أن يطلبه نظر الرجل إليه بعد أن فرغ من الحديث مع الآخرين اخبره انه لم يستطيع الحصول على عقد له فقط كل ما عليه الانتظار بضعة أيام أخرى وان يجهز المبلغ اللازم للحصول على العقد وتذكرة السفر ولوازم الإقامة .
ترك الشاى ورحل دون أن ينطق بحرف ربما هى المرة الألف التى يسمع فيها هذا الكلام فدول النفط الآن تستعين بالخبرات الأقل تكلفة ولكنه لا يستطيع سوى أن يحاول وان يستمر فى المحاولة.
استغرب عندما وضع قدمه فى الحارة التى يسكن بها سيارة فارهه تسد طريق كل من يحاول المرور شئ لم يراه من قبل هنا فى هذا المكان قبل أن يصل إلى المنزل طالعه وجه حبيبته للحظة ظن إنها تتجه إليه ثم اكتشف أنها تتجه داخل السيارة الضخمة أمامه وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة موجهة له تذكر كلماتها ,, أن لم يكن الحب فلتكن احسن الصفقات ؛؛ صفق لها كثيرا وابتسامة غريبة تعلوا وجهه .
داخل منزله وجد أمه واحته تنتظرانه لتناول الغذاء تناول طعامه معهم واتجه لغرفته للراحة قليلا نظر لوجهه فى المرآة ثم ابتسم ابتسامة ساخرة القى ملابسه ومعها القى نفسه على الفراش حاول أن يغلق عينيه ويخلد للراحة هاجمه وجه الفتاة فى المستشفى حاول الهروب منه فلم يستطع استسلم له بكل ما فيه من براءة وجمال حتى غالبه النوم .
جاءته فتاة المستشفى فى حلمه تشع حولها نورا تسبح فى بحر من الموسيقى الناعمة مدت يدها له تراقصا معا ومن بعيد كانت هناك كلمة وحيدة تترد مع أنغام الموسيقى الحالمة ..,,مادامت الحياة باقيه لازال هناك أمل ؛؛ .
استيقظ على صوت فرقعات عالية وأشياء ضخمة تسقط مع صياح الناس فى الحارة اتجه إلى النافذة لم يستطع رؤية شئ من سحابة ترابية امتلأ الجو بها من حوله بعد بره وجد النزل القديم أمامه مكانه فارغ وأنقاضه تملأ الأرض استدار بسرعة وجد أمه وأخته خلفه اتجه إلى باب المنزل مسرعا يحاول أن يساعد الناس أو يسعف أحد من أهل الحارة صاحت به أخته لماذا تذهب فالمنزل سقط بالفعل .
رأى وجه الفتاه أمامه وشعر بدموع الآم على وجهه نظر إلى أخته وأتجه إلى الباب مسرعا وهو يردد داخل نفسه مادمت الحياة باقية فلازال هناك أمل .
tamer_silit
1995



هناك تعليقان (2):

elgharep يقول...

كالعادة الأطباء أدباء عمل جميل وأن ويفضل لو أختصرت بعض التفاصيل

Tamer silit يقول...

استاذ الغريب

اتفق معك فى المقولة كالعادة الاطباء ادباء
الا اننى لست طبيبا

واتفق معك ايضا ان العمل يحتوى على الكثير من التطويل

لكن العمل قديم من بداياتى وتركته كما هو

انظر الى التاريخ وقارن بين الاسلوب واسلوب الاعمال الحديثة فى الصفحات التاليه

فالمشكلة اننى عندما وضعت الاعمال لم التزم بترتيب معين

شكرا على حضورك واهتمامك