الاثنين، فبراير 12، 2007

اعترافات مومس


اعترافات مومس



اطلقت دخان سيجارتها يخترق وحدتها . مرت بيدها على تجاعيد

وجهها التى حفرها الزمن . عدلت من وضع خصلة شعر بيضاء

سقطت على عيناها فحجبت عنها الرؤيه . عبثت بأشيائها القديمه

التقت بمفكرة حمراء منسيه غطاها التراب كتبت عليها باللون

الذهبى اعترافات مموس فابتسمت . تاهت بين صفحاتها ومع كل

صفحة كانت تصلها رائحة رجل تتذكرها جيدا . تحتويها احيانا

وتكرها احيانا وتنفر منها احيانا وتعشقها كثيرا احيانا اخرى . فى

نهاية المفكرة لم تجد سوى صفحة واحده باقيه . فأمسكت قلمها

وكتبت اعترافها الاخير . " لم امارسه يوما للمتعه ... ولم تسقطنى


الحاجة ولكنها فقط ... الحياة !!! "


Tamer_silit
12/02/2007

السبت، فبراير 03، 2007

الله .... الوطن .... زلابيه !!!


الله .... الوطن .... زلابيه !!!


كالعاده مع بداية كل نهار ترتطم بالفراغات اللامنتهيه فى داخلك . كوب الشاى يحمل معه نشرة الاخبار فتحاول أن تحصى معها عدد القتلى فى انحاء الوطن فلا تستطع . شهادت الماجيستر فى الدراسات الاجتماعيه المعلقة اعلى فراشك لا تمنعك من فتح درج مكتبك الأيمن فى محل عملك كل صباح . وكلما سقط مبلغ فى قاع درجك اسقطت توقيعك وسقطت معه سقوطك الذى لا ينتهى بقاع درجك أو بأرتطام مكعبات ثلجك فى قاع كأس خمرك كل مساء أو حتى مع تغير نتوآت الجسد العارى بجوارك كل ليلة .
سقوطك الذى تراه فى نهاية كل يوم فى وجه مديرك وهو يقتسم معك حصيلة درج مكتبك الايمن من أبناء الوطن المطحونين . فيزيد الفراغات اللامنتهيه فى داخلك .

تسير فى المساء تحت المطر تبحث عن امرأة ليل اخرى . ليس مهم الشكل وليس مهم الجسد . المهم أن تكون قادرة على إذابة مكعبات ثلجك داخل الكأس . المهم أن تكون قادرة على أن تخفى الفراغات اللامنتهيه داخلك فى المساء . تتذكر عنفوانك أيام الجامعه وتحديك للنظام من أجل الكفايه والعدل وتتخيل أنه مبدأ لا يموت . الله ... الوطن ... الشعب تلك الكلمات التى كانت تجعل الجميع مرفوع الهامة داخل هذه الزنزانه الضيقه رغم قسوة السلطه و ألم التعذيب . الله ... الوطن ... الشعب . كم من الجرائم ترتكب تحت اسمك يا الله وانت منها براء وكم من الأمانى زبحت على أرضك يا وطن والشعب كم من شعبك مات ليرفع اسم الملك ويضع محله الشعب . الأن شعبك غريب فى وطنه يضع ما يملك فى درج المكتب الايمن . تعلم ان جميع أمطار العالم ليست قادرة على تطهيرك من ذنوبك .

تلمحها من بعيد . تتوقف . تتابعها بخبرتك تتأكد من هويتها رغم ملابسها المحتشمه . وجه جديد لم تدرس نتوآت جسده من قبل . تقدر انها سوف تطلب خمسين جنيها تعلم انك قادر على اقناعها بنصف المبلغ وإن اصرت ليس مهم فالليل فى نهايته والمطر ينهمر وهناك دائما من يدفع فى درج مكتبك الايمن .

تتجه إليها تسحبها من زراعها فى جرأتك المعهوده . تلتقى ببراءة ملامحها و دهشتها فترتبك فى داخلك . تستجمع قواك وثقتك فى خبرتك وتخرج من جيبك ورقه بخمسين جنيها وتنتظر الرد . تلمح الغضب على وجهها تتأكد من انك اخطأت و أن خبرتك قد خانتك هذه المرة . تسرع فى الخطى ولا تنظر خلفك . تشعر بيد تحثك على التوقف . تنظر خلفك تجدها امامك تحمل براءة ملامحها . تخفى ارتباكك تطالبك بمئة جنيه فتوافقها دون مساومة تسحبها من زراعها وعلى وجهك ابتسامه .

تتحسس تموجات جسدها العارى بجوارك تصلك هذه الارتعاشة التى تجتاحها تضع قبله على جبهتها . تبكى تحتضنها فى تلقائيه وقد اعتدت مثل هذه الأمور بحكم خبرتك . تهدهدها حتى تهدأ فتنام على زراعك . تتأمل ملامحها تشعر بشئ مختلف . هذه البراءة وهذه التموجات الناعمه فى الجسد والتى لا تحمل تلك النتوآت البارزة وذلك الجلد الخشن الذى يصدمك . هذه الحرارة التى تنبعث من الجسد إليك وهذه الرائحه . كل شئ مختلف . تبحث عن كأسك تحاول الوصول إليه فى حرص تخشى ان توقظها فلا تحاول . تتذكر كعادتك أنك لم تسألها عن اسمها تتأملها تذكرك بكرات الزلابيه الساخنه التى تكسر برودة الشتاء وتنهى مرارت وحدته فتسميها زلابيه . تترك الكأس وتضمها إليك فى هدوء تتركها فى نومها الهادئ دون ان تبحث عن ما دفعت ثمنه .

فى الصباح تستيقظ على وجهها الهادئ . تناديها زلبيه فتبتسم فى خجل ولا تعترض . تلمح الكأس وقد ذابت داخله مكعبات ثلجك . تحثها على ان تبقى إلى المساء ترفض . تتابعها من شرفتك وقد ابتلعها الزحام .

فى المساء تمسح الشوارع باحثا عنها . لا تجدها تستوقفك أمراة اخرى تساومك ترفضها . توافقك على نصف الثمن تتركها وترحل تبحث عن زلابيه وعن اختلافها . تيأس . تعود إلى منزلك مع نهاية الليل تجدها تنتظرك أمامه .

تترك مكعبات الثلج تذوب داخل الكأس فى وحده . تتحدث وتضحك كما لم تضحك منذ سنين تخبرك أنها تكره الكأس فتحطمه . تسألها عن اسمها فتخبرك انها ترضى بزلابيه فهى لم يدللها أحد من قبل فترضى انت ايضا . تهدهدك فتنام على صدرها فى هدوء وقد اكتفيت بالحديث دون ان ترى من الجسد عريه أو تلمس تموجاته الناعمه .

تستيقظ فى الصباح على براءة ملامحها وقبله على جبهتك لم تعهدها من قبل تبحث عن الفراغات اللا متناهيه فى داخلك فلا تجدها . تتوالى الليالى ويتوالى الحديث وانت راضى بالابتسامه فى الصباح . ترفع تسعيرت درج مكتبك الأيمن حتى تستطيع ان تغطى تكاليف ابتسامتك . فدائما هناك من يدفع الثمن .

تسألك لماذا لم تتزوج فتبتسم وترفض الاجابه تلح عليلك تتدلل تخبرها انك لا تملك قلب . تعلم انك تراوغها تضحك وتلقى بنفسها داخلك تضمها . تعشقها . تشربها بدلا من قطرات ذوبان مكعبات الثلج فى كأسك . تريدها دون ثمن .تلتهم عرى الجسد تختبأ داخل تموجاته . تخبرك فى اذنك انها تحبك . تعتصرها داخلك . تخبرك انها لاذالت بكر . تهرب الدماء داخلك تنتفض تبتعد عنها قبل لحظة من السقوط.

تختلط المشاعر فى داخلك . ألف أمرأة مرت على هذا الفراش ولكن جميعهم كانوا قد سقطوا ألف مرة قبله . و لكنك لم تتخيل يوما ان تكون انت سبب فى السقوط ... لماذا ؟؟!! انتلقطت من داخلك لمحت علامات الحزن ترتسم على وجهها فتطغى على برأتها . ألف جنيه شهريا قالتها وغطى الصمت علي المكان دون ان تفهم انت شئ . لم تسأل أمرأة يوما لماذا ؟ فهم دائما يسقطون ويلتقون معك فى سقوطك . لماذا ؟؟ تخترق راسك وتنطلق فى الفراغات اللا متناهيه داخلك . ألححت عليها حتى تنهى هذه اللماذا التى تمزقك . أخبرتك أن ألف جنيه شهريا هو ثمن علاج والدتها . فهل هناك شئ أخر تملكه بنفس الثمن. ارتدت ملابسها وتركتك فى فراغك اللانهائى .. تقتلك افكارك .

فى المساء التالى جاءتك . تجردت من ملابسها . أرادتك ان تأخذ حق ما تدفع ثمنه . بكيت على على صدرها كما لم تبكى من قبل . هدهددتك لم تهدأ . تركت لها الفراش ورحلت . فى الصباح ارتطمت بالفراغ اللانهائى داخلك فوجدته هوه عميقه تبتلعك . فدفعت ثمن ما لم تملكه دون ان تبتسم.

كل يوم يزداد الحديث فتورا وتزداد مساحة الحزن على وجهها . تعشقها وتعلم انها تعشقك . تحترمك وتحترم تركك لها ترحل كل يوم دون ان تـخذ حق ما تدفعه .

اختفت وتركتك تسقط فى وحدتك . تمسح طرقات المدينه بحثا عنها .. تساومك نساء المدينه فترفضهم . تتابع مكعبات الثلج تذوب فى كأسك وحيده دون ان تلمسها . فتسقط فى فراشك وانت تشتاق إليها .

فى الصباح طلب أخر ينتظر ان تسقط عليه توقيعك . فتحت درج مكتبك الأيمن قى تلقائيه دون ان تنظر إلى صاحبه . ألقى بمبلغ من المال فى درج مكتبك . بحث حالة أخر للعلاج على نفقة الدوله . اسقطت توقيعك بالموافقة . فلا تهم الحالة ومدى أحقيتها طالما آمنت بأحقيت درج مكتبك الايمن .

اعدت الطلب إلى صاحبه بالموافقه . فوجدته هى . زلابيه أمامك تنتظر الموافقه على الطلب بعلاج امها . انتفضت داخلك . التقيت بكل غضب الدنيا فى وجهها . مزقتك وهى تمزق الطلب الذى عليه توقيعك بالموافقه. تمنيت لو تصفعك . شعرت بمدى ضألتك . رحلت تبعتها فى سرعة . استوقفتها لمحت دمعت حزن تسقط من عينيها . لماذا؟؟ تنطلق فى داخلك مرة اخرى تمزقك .
انطلقت كلماتها تصفعك بالاجابة ." الحاجة . الذل . الحقيقة ان الحاجة أم التنازل . لم أكن ابحث عن رجل ذلك اليوم . فقط كنت ابحث عن حل عن مخرج لهذه المعضله عندما ضاقت بى الأرض أتيت أنت بالثمن . كرهتك وانت تبرز ما تملكه وعشقتك وانت تحتضننى فى حنان لم أعهده من قبل . لم يمسسنى رجلا قبلك . ولم احترم رجل مثلك . ولم أخجل من عرى معك . الأن احتقرك لأنى ارى مدى عريك . "

صفعتك بكلماتها ورحلت وتركتك تسقط فى داخلك. الكفايه والعدل . هذا ما امنت به الكفايه والعدل . ماجستير فى الدراسات الاجتماعيه فى هذا الوطن يساوى مائة وخمسون جنيها شهريا . الكفايه والعدل . تعلم انه لولا درج مكتبك الايمن . لولا هذا المنزل الذى تركه لك والدك لما وجدت مكان يحتوى جسدك كل مساء . لم تتزوج .. ولدك رفض أطعامك مال حرام . وانت ترفض ان تطعم ابنك مال حرام فلم تتزوج . الكفايه و .... الذل .

أغلقت درج مكتبك الأيمن . باشرت عملك فيما يمليه عليك ضميرك . تجاهلت غضب مديرك فى نهاية اليوم حين لم يتلقى حصته . وتجاهلت محاضرته فى اليوم التالى عن العدل فى قاع درج مكتبك الايمن . وكيف ان الجميع يملك درج مكتب . فالاكبر هو ما يأتى بما يمرض الاصغر حتى يشبع درج مكتبه الايمن والاصغر يأخذ من الاصغر والجميع يملك درج مكتب ايمن . وهناك دائما من يدفع الثمن . الكفايه والعدل . تجنبت ثورته فى اليوم الرابع . والتقيت بقرار ايقافك عن العمل وتحويلك للتحقيق بتهمت الرشوة والتربح الغير مشروع وابتسامه كبيره ترتسم على وجه مديرك أمامك وهو يراقب درج مكتبك الايمن المغلق .

يبتلعك الفراغ فى داخلك . تبحث عن ايام عنفوانك عن مبادئك . الكفايه والعدل . هكذا تكون . كل يملك ما يريده الاخر وكل يحصل على ما يريده الاخر وكل يحصل على ثمن ما يدفعه . اقنعت نفسك بمدى خطأك فى اغلاق درج مكتبك الايمن . ذهبت إلى مكتبك وجدت شخص اخر يحتله . نظرت إلى درج مكتبه الايمن وجدته مفتوح عن أخره. انطلقت فى شوارع المدينه تبحث عن أمراة اخرى تستطيع ان تذيب مكعبات الثلج فى كأسك . لمحتها من بعيد . بخبرتك تحققت من هويتها والتى تعلنها ملابسها المثيرة . تتجه إليها بجراتك المعهوده تكتشف انها هى تبحث عن البراة فى وجهها فلا تجد سوى صنم ميت . ترحل فى سرعة من امامها تتبعك تتوه منها بين شوارع المدينه . تثور داخلك لماذا مرة أخرى فتفجر الهوه فى داخلك . تبحث عن مبادئك . الكفايه والعدل . الله ... الوطن ... الشعب كلمات لم تعد قادره على رفع هامتك ولا على مواجهت عذاب الالم داخلك ..الله .. الوطن ... الشعب .. اين اختفت هذه الكلمات ؟ الله... الوطن ال... الماذا؟؟؟ لا تعلم .

تعود إلى منزلك تجدها فى انتظارك تتخطاها تصعد إلى سطح المنزل . تتبعك . تتمنى ان تتحرر من كل شئ . تفرد يديك كجناحين وتحلق فى الهواء . يسقط الجسد فى سرعه تبحث فى دخلك فتجد الهوه وقد أمتلأت بالله ... الوطن ... زلبيه تبتسم مع ارتطام الجسد بالأرض

Tamer_silit

27/01/2007

11.55 am

حياة بنكهة الشيكولاته

حياة بنكهة الشيكولاته


أغبياء …..
يعتقدون أن هذه الغرفة تستطيع أن تقتل الحلم
يعتقدون أن القلب الصغير اضعف من أن يحمل هموم العالم
أن العقل اصغر من أن يحتويه أن الحرية من الممكن احتوائها خلف جدار العزلة وان الفكرة اضعف من أن تستطيع البقاء
* * *
* * *

نظر من خلف النافذة الحديدية الضيقة انتابه الألم عندما وجد الحزن يرتسم على ملامحها الصغيرة أمامه اسفل النافذة اندفعت نظراتها تخترقه شعر بها تؤنبه على استسلامه للقضبان الحديدية ابتسم فى هدوء ذادت ملامحها حدة حاول إضحاكها بكل ما يستطيع من قوة تناسى الألم والوحدة عاد إلى طفولته الأولى فعل كل شئ طفولى وجنوني لإضحاكها لم ينجح اقتربت من النافذة رفعت كفها الصغير في اتجاهه فتحته فكشفت فى داخله قطعة من الشكولاته تناولها من كفها الصغير ابتسمت وانطلقت بعيدا بملابسها الرثة تحمل حزنها بين حطام المدينة
* * *
* * *

اجل احبك …. لا زال فى القلب الصغير الذى يحمل هموم العالم مساحة للحب للابتسام فى الصباح وانتظار كلمات الحبيب .
لازال داخل العقل مكان لا يستطيع التوقف عن الحلم بالحبيب بلحظات الاحتواء التى تريح الجسد الضعيف المنهك من الحياة
لازلت احلم بلحظة سكينة في أيام الشتاء الباردة أمام المدفأة تحتوينا معا لنحلق بعيدا عن هذا العالم .
اجل احبك ……لكن
عذرا سيدتي عذرا امرأتي الجميلة الحالمة عليك الانتظار فلازال هناك حلم لا أستطيع تحقيقه ولازلت هناك فتاة صغيرة تحمل الحزن على وجهها
* * *
* * *
*
ملعونون هم وملعونة هذه الغرفة المغلقة التي تحبس الأمل داخلها مل العقل ووهن القلب لماذا لا يستطيع الجسد التضخم لتحطيم جدران العزلة للخروج للتحرر لإطلاق الحلم ورفع الحزن عن المدينة .
لازال للحلم وجود لازال هناك وجود للأمل في الصباح لازلت الطفلة الحزينة تملك شفاه تستطيع من خلالها الابتسام
* * *
* * *
*
لمح الكف الصغير يظهر من خلال النافذة الحديدية تقدم اليه وجدها اسفل النافذة صامته جامدة الملامح تقبض بكفها الصغير بقوة على شئ يجهله
تحرر قالتها وفتحت كفها الصغير فكشفت عن مفتاح تناوله منها انطلقت بعيدا بين حطام المدينة
* * *
* * *
**
لماذا الحزن يملأ المدينة لماذا يحتوى الجميع ؟
لماذا قنت الجميع من رحمة الرب ؟
لماذا اصبح الدمار هو الوجه الوحيد الباقي ؟
عدت إليك أيها المدينة لأحتويك لنحرر الحلم ونطلق الامل الباقى
لنواجه من لا يستطيع البقاء !!
لنؤمن بالقلب الصغير الذي يستطيع أن يحمل هموم العالم
* * *
* * *

عندما تقدم انطلقت خلفه جموع البشر يتزاحمون يبحثون عن الحلم الباقى بين حطام المدينة عن الحرية عن التحرر
تقدم حتى أنهكه التعب سقط واستمرت الجموع فى التقدم
* * *
* * *

سيدتي الجميلة الحالمة احتويني بين أحضانك الآن لم يعد هناك معنى للانتظار
الآن من حق القلب الضعيف أن يبحث عن الراحة عن لحظة السكينة
الآن حان للعقل أن ينطلق يتحرر التحرر الكامل فى العالم اللانهائي حيث تنتصر الفكرة ويظهر المعنى
* * *
**
اقتربت الفتاة الصغيرة من جسده الملقى على الطريق تتأمله ألقت جسدها داخله احتواها الجسد المنهك فتح كفه الكبير كشف فى داخله عن قطعت الشكولاته التي أهدتها له مدت كفها الصغير تناولتها وضحكت ضحكة عالية تحمل داخلها كل معاني الطفولة
ابتسم انطلقت بعيدا عنه تحمل معه الحياة بنكهة الشكولاته فأغمض عينه فى هدوء وترك قلبه للراحة

وأد اللحظات

وأد اللحظات


دعني أخبرك بشيء . أن الأوقات التي تمر علينا لا تموت بمجرد انتهائها حتى اللحظات العابرة تظل تصارع داخلنا حتى تستطيع أن تظهر مرة أخرى ونتذكرها .

ماذا ؟… أتسألني عن أي شئ أتحدث.

وأين كنت طوال الفترة السابقة؟

حسنا سوف أخبرك ولكن لا تندهش مما سوف تسمع .

تعلم أن في حيات كل فرد منا ثوابت ومتغيرات لتقل انك يجب أن تنام ليلا وتستيقظ في الصباح أو حتى يجب أن تنام صباحا وتستيقظ ليلا ويجب أن تأكل طعام الإفطار في الصباح ويجب أن تذهب إلى العمل كل يوم. هذه هي الثوابت أشياء لا بد أن تحدث في حياتنا كل يوم لا نستطيع التخلي عنها بإرادتنا أو رغم عنا أم المتغيرات فمثلا اليوم يمكن أن تجلس معي عدة ساعات ثم تعود إلى منزلك ومن الممكن أن تأتى إلى وتجلس ثم لا تعود إلى المنزل ومن الممكن ألا تأتى إلى وتذهب إلى مكان آخر تستطيع فيه الجلوس بمفردك بمعنى انك لست ملزم بعمل شئ في الفترة التي تتخللها الثوابت فلا يمكنك أن تجلس معي مثلا أثناء نومك أو أن تأتى إلى وأنت في مكتبك في نفس الوقت .

أرى الدهشة قد اعترت وجهك سوف أخبرك عن مشكلتي وارجوا أن تفهمها .

صديقي إلا تشعر بالجوع فجأة وذلك بسبب تذكرك انك أكلت منذ فترة طويلة. أو انك لم تتناول إحدى الوجبات ويستحوذ هذا الشعور عليك لدرجة انك تذهب لتأكل . لنقل انك لم تتذكر هذا فلن تشعر بالجوع في هذا الوقت ومثلا عندما تفارق محبوبتك فهي تستحوذ على تفكيرك معظم الوقت بعد هذا الفراق وتجلس وتتذكر حوارك الأخير معها جميع حروفه وكلماته .

هذه هي مشكلتي الروابط التي نلتزم بها واللحظات التي تمر علينا ثم لا تنتهي القيود والأفكار العودة إلى المنزل لأنه لا يوجد مكان آخر أعود إليه سواه الإفطار في الصباح لأنه لو تناولته ليلا لن يكون الإفطار ولكنه يكون العشاء .

لذلك فقد قررت التحرر نهائيا من كل شئ وأى شئ اجبر عليه . التحرر من كل لحظة تمر ثم تجتاحني حتى تحتويني. فعزمت أمري وأحضرت حقيبتي التي تحتوى على عدة أشياء بسيطة حتى يسهل حملها وذهبت إلى هذا البلد الساحلي ذهبت لكي أحطم الثوابت وأوئد اللحظات .

بدا كل شئ لي طبيعي بعد أن قضيت فترة بسيطة في هذا البلد الساحلي وظننت أنني فزت بالمعركة فها أنا أعيش دون لحظات دون ذاكرة دون أي شئ حتى ظننت أنني طائر يطير في خطك مستقيم لا يعود للخلف أبدا يأكل وقتما يشاء يستريح وقتما يشاء كل شئ كما ابغيه التحرر. التحرر الكامل من كل شئ حتى الوصول إلى لا شئ .

ظننت أنني كسبت المعركة فعلا ولا مجال للمناقشة فقد بدأت اللحظات الماضية تموت بالنسبة لي لا يزعجني أن كنت أكلت أو لا حتى آكل مرة أخرى لا يهمني أن كانت هذه محبوبتى أو لا فهي بالنسبة لي ماضي في لحظتها والماضي يموت فور انتهائه حتى اكتشفت الحقيقة التي كادت أن تدمرني وتدفعنى إلى الجنون .

فى ذلك اليوم بعد مرور مدة لا اعلم مداها فى هذه المدينة الساحلية الجميلة وأنا أتنزه ليلا على شاطئ البحر أتناول طعام فطورى واحمل الحقيبة على كتفى انتابتنى رغبة غريبة للنزول إلى البحر ونزلت فى هذا الوقت المتأخر من الليل والشاطئ شكله يبعث الرعب فى القلب لكنه سحرنى وجذبتنى أمواجه بزبدها اللامع فخلعت ملابسى واقتحمت البحر تلذذت ببرودة مائه وقوة أمواجه وأمضيت وقتا لا اعلم مداه فى وسط البحر ولكنى فجأة انتابتنى رغبة بالخروج من الماء فخرجت وجلست على الشاطئ وكانت الشمس قد بدأت فى اغتصاب عذرية السماء حتى كادت أن تحتويها بين أضوائها رأيت هذه الصخرة والموج يحتضنها ويترك زبده عليها كما يترك الحبيب القبلة على خد حبيبته . لم أستطيع أن أقاوم ويدى تمتد إلى حقيبتى ابحث فيها عن القلم والورقة حتى أقوم برسم هذه الصخرة الجميلة التى كدت أن أذوب فيها …. وقبل أن أجد قلمى وجدتنى هى!!!

أتسأل من هى لقد. راودنى هذا السؤال ولكنى لم اهتم به فهي بعد قليل سوف تموت بالنسبة لى بعد موت لحظاتها .

فاجأنى سؤالها وأنا أراقبها حينما سألتنى لماذا تفعل هذا؟ فكرت فى إجابة فلم استطع.. فأنا لا اعرف عن ماذا تتحدث لأنه انتهى . فها أنا قد وجدت القلم ولا ولكنى لا اعلم أين ملابسى لأنها ليست بجوار الحقيبة وأنا لا اعلم أين وضعتها فجأة اندفعت كلماتها حتى كادت تقتلنى .

,, قالت فى هدوء كل يوم تأتى إلى هذا المكان والوقت متأخر من الليل ثم تخلع ملابسك فتقوم بالسباحة حتى بداية النهار . كل يوم نفس الشىء تجلس تستريح قليلا ثم تاخذ قلم وورقة من حقيبتك وترسم هذه الصخرة ؛؛

صدقنى لا اعلم أن كانت تقرأ أفكارى أم ماذا ؟

,, أكملت دون انفعال

أنا أتابعك من فترة تفعل نفس الاشياء دون تغير تذهب إلى المطعم الذى أمامك بعد أن تقوم دون إنهاء لوحتك وتظل تبحث عن ملابسك حتى تتذكر انك وضعتها فى حقيبتك تدخل إلى المطعم وتتناول نفس الأصناف كل يوم طوال هذه المدة نفس الشىء دون تغير ؛؛

أظنك تسأل لماذا أتابعك أنا اسكن فى الحجرة التى أمامك فى الفندق أنا التى تقضى نهارك كله فى متابعتها ومتابعة حركاتها من خلال شرفتك حتى جعلتنى اتبعك لأنك كل يوم تقوم بإنهاء إقامتك فأتبعك أحاول أن أحدثك . كل يوم تذهب إلى موظف الفندق لتأكد له انك لن تعود له اليوم فأنت لا تعلم أين ستذهب.

أنهت كلماتها وقد إصابتى بالذهول . دفعتنى إلى أن اقتحم ذاكرتى وأحارب حتى أستطيع أن أنقذ اللحظات الموءودة قبل أن تموت أحسست بالجنون يصيبنى وأنا اكتشف صحت كلماتها فها هى الحقيبة تمتلئ بصور الصخرة التى لم تكتمل وها أنا أعود لنفس الفندق افعل نفس الشىء كل شئ دون أن اعلم كل شئ كان يحدث كأنه لأول مرة .

عدت إلى الفندق وجدت الموظف يرحب بى بحرارة ويحينى بأسمى ولكنى لم اندهش مثل كل يوم . كما أتذكر كنت اندهش لمعرفته لى على الرغم من عدم تذكرى له .

صديقى لقد أحسست هذه اللحظة أنني مثل العصفور الذى يظل يدور فى حلقة مفرغة حول شجرته إلى أن يتعب فيعود مرة أخرى إلى عشه .

اكتشفت أنني أعيش فى يوم واحد منذ عدة أيام طوال المدة التى قضيتها فى هذا البلد لم أغير ولو حرف واحد مما افعله فكل شئ اصبح جامد الثوابت والمتغيرات واللحظات أصبحت جوامد لا تتحرك اكتشفت أن التحرر الكامل معناه الوصول إلى نقطة الجمود .

كدت أصاب بالجنون عندما انتابنى الحنين إلى محبوبتى واليك فحزمت أمرى وذهبت إلى موظف الفندق لاخبره أنني راحل فقال هل ستأتى اليوم مرة أخرى أخبرته أنى راحل عن المدينة لأنقذ ذكرياتى الموءودة لمحته وأنا أغادر الفندق يطلق لفظ مجنون من فمه فتركته واتجهت إلى محطة القطار.