الأربعاء، أكتوبر 20، 2010

الرجل الذى كان هناك




لا تحتاج للكلمات لتثبت مدى قوتك .....

هذا ما اخبرتنى به عيناه عندما التقيت بهما فجعلهما تخترقان عينى فى قوة فجعلنى اشيح بوجهى بعيدا ...

على الرغم من انى لا اعرفه ولا يعرفه احد على الرغم من أن ملابسه او جلسته الهادئه على ذلك المقهى فى نهاية الحارة لاتدل على شئ وملامحه لا تحمل شئ ... إلا انه بالتأكيد ليس مثلى ولا يخشى أدهم مثلى او مثل الجميع .

أدهم الذى يملك مثل نظرته ادهم الذى التقت عيناه بعين الجميع حين كانت تلك الجثه ملقاه فى منتصف الحارة فى الصباح مقطوعة الرأس فلم يستطع احد الاشاره إليه..... أدهم الذى بسببه يسقط كل يوم شاب من شباب الحارة فيترك عينه تسبح داخل الجميع ... ادهم الذى سلبنى نفسى وأمرأتى ....

الرجل الذى لا اعرفه ولا يعرفه احد ليس مثلى يستطيع ان يلقى بنظرته فى الجريده لا يهتم بشيئ ولا يخشى شئ ربما كنت يوما مثله ....

عندما إلتف الجميع حول جثه أدهم المنزوعة الاطراف و المشوهة الملامح تركت عينى تلتهمهم فلم يستطع احد ان يدعى أنه يعرفه أو يعترف بمن قتله فأشار الجميع على الرجل الذى كان هناك والذى لا تدل ملابسه على شئ ولاتحمل ملامحه شئ فلا يعرفه احد ولا يصفه احد فلا يتهمه أحد.

أما أنا فكنت أراه يجلس جلسته الهادئه دون ان تشير الاصابع اليه فتركت عينى تسبح فى عينيه دون ان اشيح بها .

الرجل الذى لايزال هناك كان مثلى كان كل شئ........ لم يكن أبدا شئ .


ليست هناك تعليقات: