سكة المهابيل فى درب نص الليل
" لا جدار بيلم ولا مرًه بتهم . انا مش مجنون لكن لو العقل معناه انى اكون زيك وزى الباقى يبقى مش عاوزه يا باشا "
صراحة لم اكن اعلم اذا كان صمتى وعدم الاعتراض على كلماته هو اعلان منى عن فشلى فى وضع اعتراض منطقى مناسب امام كلماته ام نتيجة خوفى منه ومن وانتصابه امامى بجسده النصف عارى الضخم متباهيا بعضلاته المفتولة وشعره الاشعث المتناثر فى كل اتجاه ونبرة صوته التى تحمل كل ما يحمله الشباب من قوة وعنفوان لذلك ابتلعت صمتى ورحلت فى هدوء دون حرف واحد وانا ابحث داخلى عن عيبى الذى يجعله يرفض ان يكون مثلى .... لكنى لم استطع الرحيل فقط توقفت على الجهة الاخرى من الرصيف اتابعه وهو يجلس امام بضاعته المرصوصه على الرصيف فى صمت مثل كل يوم يضع فى اذنه سماعتان صغيرتان متصلتان بجهاز موسيقى حديث يدندن معه بكلمات غير مفهومة ويطلق ابتسامته الساخرة من الجميع لا يهتم ببيع او شراء أو يدخل فى جدل حول سعر ما يبيعه احينا يرضى بنصف الثمن واحيانا اخرى يطلق سعرى خيالى عن نفس السلعة ولا يرضى باى فصال ..
هكذا هو يوميا منذ انتقاله لوضع بضاعته على مدخل الطريق الذى نطلق عليه سكة المهابيل ذلك الطريق الطويل الضيق جدا والذى لا يتسع لمرور سيارة واحده ويربط طرفى البلده ببعض
طريق نشأ بين سور مصنع ضخم متهالك انشئ منذ سنوات طويلة وسور مجموعة من المدارس لينشأ درب خاوى ومرتع خصب لجميع الحيوانات الضالة فى المدينه بظلامه الدامس بعد الغروب لدرجة ان المرور فيه مساء اصبح نوع من الجنون وان كان ذلك لم يمنع الكثير من العشاق العاجزين عن ايجاد جدار واحد لاحتواء مشاعرهم عن اقتحامه وتحدى ظلامه وحيوناته الضالة واهدى على مر السنين لذلك الطريق اسمه .
اما هو فاستوطن مدخل الطريق منذ ايام لا اعلم مداها بمنتصف جسده الضخم العارى وشكله الذى يدل على كل معانى التشرد والجنون وان كان هذا لم يمنعه من اطلاق ضحكته الساخرة والمستفزه فى كل يوم وكانه يجلس هنا فقط لينتظر مرورى ويعلن سخريته. مما دفعنى لمواجته فى ذلك اليوم والحصول على تلك الاجابه التى تحمل بالنسبة لى استفزاز اكثر من اى شئ اخر فى ذلك العالم .
نظرت فى ساعتى تأكدت ان الذهاب إلى العمل اصبح شبه مستحيل استسلمت فى رغبتى لمراقبته القيت بجسدى على الرصيف المقابل معلنا لنفسى ان الانتظار سوف يطول غير مهتم بتلك الشمس الملتهبة التى تحرق الجسد او بحبات العرق التى تترك خطوطها المالحة الطويلة فى بدلتى الوحيده التى امتلكها لم اهتم حتى بسيارتى التى لم انتهى بعد من تسديد ثمنها رغم مرور ثلاث سنوات من شرائها كانت كافيه لجعلها متهالكة ولا تساوى ربع الثمن الذى لازلت اعمل على تسديده والسيارة الخاصة بالمرور تسحبها لجهة لا اعلمها بعد ان القيتها فى منتصف الطريق لمواجهته .......
صراحة لا اعلم كم من الوقت مر وانا اراقبه وهو على نفس الحال منذ الصباح يدندن بكلماته الغير مفهومه ولا يهتم بشئ اخر فى العالم سوى بالارتباط بهذه السماعات الموضوعة فى اذنه وانا كما انا عاجز عن فهم تلك الضحكه الساخرة التى تثير داخلى كل غضب العالم او حتى عن فهم رفضه ان يكون مثلى وان كان دخوله فى حوار طويل مع احد السياح الاوربين استفذنى ودفعنى للاقتراب منه لاكتشف انه يتحدث معه بلغة انجليزية واضحة وصريحة وعندما عجز السائح عن مجاراته تحول لدعمها بالكثير من الكلمات الايطاليه والتى تبدوا انها لغة السائح الام ... مع رحيل السائح جلست بجواره فى صمت أم هو فعاد لطبيعته الاولى وكلماته الغير مفهومه والتى تصاحبها احيانا بعض الحركات التى ربما تتوافق مع الايقاع الذى لا يسمعه سواه لا يلتفت لوجودى بجواره وكانى لا شئ ........
اقتربت الشمس من المغيب وانا وهو على نفس الحال فى النهاية لم استطع ان امنع نفسى من الانفجار فى وجهه معلنا له ان حتى لو رغب فى ان يكون مثلى فأنه لا يستطيع ذلك فهو فى النهاية ليس سوى شخص مشرد جاءت اجابته مع ضحكة ساخرة لا احتملها
" مش عاوز بحسبتك كنت احسن منك ومش عاوز... الحياة نتيجة وانت ايه نتيجة حياتك عربية بالتقسيط وبدلتين او تلاته بتحوش سنه علشان تجيب بدلة جديده قصة حب فاشلة علشان ممعكش مكتب محترم بتصبر بيه نفسك على مديرك رغم المرتب اللى مش بيكفى لاخر الشهر والشغل اللى بيساوى اضعاف اضعاف المرتب كل اسبوع تدور على عروسة عارف انك مش محتاج منها غير انك تنام معاها كل خميس علشان تبقى اب ولو منفعش يبقى كل اتنين وخميس وهى راضيه بكده علشان تبقى ام وعمر ما حد فيكم سأل التانى اشمعنى اتنين وخميس وسنين تمر وانت عمرك ما نمت معاها علشان تحسها ولا هى عمرها حستك ونصبر علشان الحياة لازم تمشى وانت بتدفع بعد قسط العربية قسط شقة والشغل يبقى شغلين وكل خميس يبقى كل خمسيين انت ايه ولا حاجة مفيش نتيجة زيك زى كتير فى المفرمة بتتفرم وبتقول معلش هانت ... وانا كمان ولا حاجة بس الفرق انا حر انا بحسبتك كنت احسن منك شهادة ووظيفة وعربيه خلصت اقسطها لكن انت متقدرش تكون زى متقدرش تخرج من المفرمة متقدرش تفهم يعنى ايه تحس الحياة الشمس والهوا والهدوء والجنون وبتاكل بسرعة وبتشتغل بسرعة وبتمشى بسرعة علشان تلحق حاجة مش عارفها وفى النهاية بتموت بسرعة قبل ما تعرف اللى كنت عاوزه
انا مش مجنون بس مش زيك "
صمت طويل انتابنى لم يخطئ فى حرف واحد مما قاله وكانه يحيانى بالفعل الحياة نتيجة وما اهمية اى نتيجة فى ذلك العالم اذا كنا لا نستطيع الحصول على لحظة هدوء نفسى واحد او لحظة سكينه اذا كنا نندفع مع امواج البشر نبحث عن شئ لا نعرف اذا كانت كل النتائج تؤدى إلى زيادة الاندفاع والسقوط بين تروس المفرمة للحظة تمنيت ان اكون مثله لا احمل اعباء ذلك العالم ..
افقت من غيبوبة صمتى الطويل نظرت فى ساعة اليد وجدتها تعدت منتصف الليل بقليل بحثت عنه لم اجده بجوارى قادنى فضولى داخل سكة المهابيل بظلامها الدامس فاين من الممكن ان يوجد مجنون سوى بهذا الطريق وجدته فى منتصف الطريق عارى كما ولدته امه يدندن بكلماته الغير مفهومة يتحرك فى حركات راقصة انسيابيه لا تتوافق مع ضخامة جسده انتابتنى رغبة عارمة فى أن اقلده اغمضت عينى بدأت استمع لموسيقى العالم التى لا اعلم مصدرها تحسست نسمات الهواء البارده تخترق الجسد تمردت على الملابس تمردت على نفسى تمردت على العالم ورغم الظلام اصبحت الرؤية اكثر وضوحا وبدأت حركات الجسد فى التناغم مع موسيقى العالم صرخت اخرجت كل غضب العالم من داخلى رقضت وتحررت التحرر الكامل من كل شئ للوصول للا شئ فانا فى النهاية لا شئ تلاشيت مع الهواء واتحدت مع الارض وتناغمت مع الحيوانات الشارده لم اتوقف سوى مع شروق الشمس وانا اشعر بكل راحة العالم تتجمع داخلى ....
تمردت على العمل انطلق اخبر الجميع بروعة التجربة فى النهاية انتهيت إلى جواره انتظر منتصف الليل للدخول إلى سكة المجانين تبعنى بعض من اخبرتهم يريدون خوض التجربة بعد تأكدهم من حقيقة كونهم لا شئ .... مع مرور الايام زاد العدد مع انتشار الخبر واصبح الجميع يتوقف منتظرا ان يخوض درب التحرر الكامل درب منتصف الليل اللا نهائى للهروب من لا شئ إلى لاشئ نصرخ ونرقض ونرقص وكل يوم يصبح العدد فى ازدياد انضم إلينا الكثير من النساء والكثير من الرجال واصبح سكة المهابيل هو الطريق السرى الوحيد للتحرر والذى لم يحتمل العدد توقفنا عن الرقض حيث لم تعد هناك مساحة للرقض فقط اصبحنا نرقص وندور فى حلقات مفرغة لا تنتهى سوى مع شروق الشمس.
زات يوم لم نتوقف مع الشروق وتعدينا درب نص الليل وتابعنا نستحم بنور الشمس هالنا ضخامت العدد فى وضح النهار وكان كل من فى المدينه لا يساوى شئ ويهرب من لاشئ إلى لاشئ لم نخجل من عرينا وانطلقنا خارج سكة المهبيل ننطلق بجنونا داخل شوارع المدينه تقتتحم صرخاتنا صدور الجميع تبعنا الكثير ورفضنا البعض تحولت المدينه إلى بحر من التمرد لا تستطيع قوات الامن ان توقفه بل اندفع بعضهم معنا فى جنوننا ..........
" لا جدار بيلم ولا مرًه بتهم . انا مش مجنون لكن لو العقل معناه انى اكون زيك وزى الباقى يبقى مش عاوزه يا باشا "
هذه كانت كلماتى لظابط الشرطة الماثل امامى ليحرر لى محضر بتهمة اثارة الشغب والتحريض على التجمهر وتهمة فعل فاضح فى الطريق العام دون ان يعى ما يحدث
Tamer_silit
16/08/2008
1.10am
" لا جدار بيلم ولا مرًه بتهم . انا مش مجنون لكن لو العقل معناه انى اكون زيك وزى الباقى يبقى مش عاوزه يا باشا "
صراحة لم اكن اعلم اذا كان صمتى وعدم الاعتراض على كلماته هو اعلان منى عن فشلى فى وضع اعتراض منطقى مناسب امام كلماته ام نتيجة خوفى منه ومن وانتصابه امامى بجسده النصف عارى الضخم متباهيا بعضلاته المفتولة وشعره الاشعث المتناثر فى كل اتجاه ونبرة صوته التى تحمل كل ما يحمله الشباب من قوة وعنفوان لذلك ابتلعت صمتى ورحلت فى هدوء دون حرف واحد وانا ابحث داخلى عن عيبى الذى يجعله يرفض ان يكون مثلى .... لكنى لم استطع الرحيل فقط توقفت على الجهة الاخرى من الرصيف اتابعه وهو يجلس امام بضاعته المرصوصه على الرصيف فى صمت مثل كل يوم يضع فى اذنه سماعتان صغيرتان متصلتان بجهاز موسيقى حديث يدندن معه بكلمات غير مفهومة ويطلق ابتسامته الساخرة من الجميع لا يهتم ببيع او شراء أو يدخل فى جدل حول سعر ما يبيعه احينا يرضى بنصف الثمن واحيانا اخرى يطلق سعرى خيالى عن نفس السلعة ولا يرضى باى فصال ..
هكذا هو يوميا منذ انتقاله لوضع بضاعته على مدخل الطريق الذى نطلق عليه سكة المهابيل ذلك الطريق الطويل الضيق جدا والذى لا يتسع لمرور سيارة واحده ويربط طرفى البلده ببعض
طريق نشأ بين سور مصنع ضخم متهالك انشئ منذ سنوات طويلة وسور مجموعة من المدارس لينشأ درب خاوى ومرتع خصب لجميع الحيوانات الضالة فى المدينه بظلامه الدامس بعد الغروب لدرجة ان المرور فيه مساء اصبح نوع من الجنون وان كان ذلك لم يمنع الكثير من العشاق العاجزين عن ايجاد جدار واحد لاحتواء مشاعرهم عن اقتحامه وتحدى ظلامه وحيوناته الضالة واهدى على مر السنين لذلك الطريق اسمه .
اما هو فاستوطن مدخل الطريق منذ ايام لا اعلم مداها بمنتصف جسده الضخم العارى وشكله الذى يدل على كل معانى التشرد والجنون وان كان هذا لم يمنعه من اطلاق ضحكته الساخرة والمستفزه فى كل يوم وكانه يجلس هنا فقط لينتظر مرورى ويعلن سخريته. مما دفعنى لمواجته فى ذلك اليوم والحصول على تلك الاجابه التى تحمل بالنسبة لى استفزاز اكثر من اى شئ اخر فى ذلك العالم .
نظرت فى ساعتى تأكدت ان الذهاب إلى العمل اصبح شبه مستحيل استسلمت فى رغبتى لمراقبته القيت بجسدى على الرصيف المقابل معلنا لنفسى ان الانتظار سوف يطول غير مهتم بتلك الشمس الملتهبة التى تحرق الجسد او بحبات العرق التى تترك خطوطها المالحة الطويلة فى بدلتى الوحيده التى امتلكها لم اهتم حتى بسيارتى التى لم انتهى بعد من تسديد ثمنها رغم مرور ثلاث سنوات من شرائها كانت كافيه لجعلها متهالكة ولا تساوى ربع الثمن الذى لازلت اعمل على تسديده والسيارة الخاصة بالمرور تسحبها لجهة لا اعلمها بعد ان القيتها فى منتصف الطريق لمواجهته .......
صراحة لا اعلم كم من الوقت مر وانا اراقبه وهو على نفس الحال منذ الصباح يدندن بكلماته الغير مفهومه ولا يهتم بشئ اخر فى العالم سوى بالارتباط بهذه السماعات الموضوعة فى اذنه وانا كما انا عاجز عن فهم تلك الضحكه الساخرة التى تثير داخلى كل غضب العالم او حتى عن فهم رفضه ان يكون مثلى وان كان دخوله فى حوار طويل مع احد السياح الاوربين استفذنى ودفعنى للاقتراب منه لاكتشف انه يتحدث معه بلغة انجليزية واضحة وصريحة وعندما عجز السائح عن مجاراته تحول لدعمها بالكثير من الكلمات الايطاليه والتى تبدوا انها لغة السائح الام ... مع رحيل السائح جلست بجواره فى صمت أم هو فعاد لطبيعته الاولى وكلماته الغير مفهومه والتى تصاحبها احيانا بعض الحركات التى ربما تتوافق مع الايقاع الذى لا يسمعه سواه لا يلتفت لوجودى بجواره وكانى لا شئ ........
اقتربت الشمس من المغيب وانا وهو على نفس الحال فى النهاية لم استطع ان امنع نفسى من الانفجار فى وجهه معلنا له ان حتى لو رغب فى ان يكون مثلى فأنه لا يستطيع ذلك فهو فى النهاية ليس سوى شخص مشرد جاءت اجابته مع ضحكة ساخرة لا احتملها
" مش عاوز بحسبتك كنت احسن منك ومش عاوز... الحياة نتيجة وانت ايه نتيجة حياتك عربية بالتقسيط وبدلتين او تلاته بتحوش سنه علشان تجيب بدلة جديده قصة حب فاشلة علشان ممعكش مكتب محترم بتصبر بيه نفسك على مديرك رغم المرتب اللى مش بيكفى لاخر الشهر والشغل اللى بيساوى اضعاف اضعاف المرتب كل اسبوع تدور على عروسة عارف انك مش محتاج منها غير انك تنام معاها كل خميس علشان تبقى اب ولو منفعش يبقى كل اتنين وخميس وهى راضيه بكده علشان تبقى ام وعمر ما حد فيكم سأل التانى اشمعنى اتنين وخميس وسنين تمر وانت عمرك ما نمت معاها علشان تحسها ولا هى عمرها حستك ونصبر علشان الحياة لازم تمشى وانت بتدفع بعد قسط العربية قسط شقة والشغل يبقى شغلين وكل خميس يبقى كل خمسيين انت ايه ولا حاجة مفيش نتيجة زيك زى كتير فى المفرمة بتتفرم وبتقول معلش هانت ... وانا كمان ولا حاجة بس الفرق انا حر انا بحسبتك كنت احسن منك شهادة ووظيفة وعربيه خلصت اقسطها لكن انت متقدرش تكون زى متقدرش تخرج من المفرمة متقدرش تفهم يعنى ايه تحس الحياة الشمس والهوا والهدوء والجنون وبتاكل بسرعة وبتشتغل بسرعة وبتمشى بسرعة علشان تلحق حاجة مش عارفها وفى النهاية بتموت بسرعة قبل ما تعرف اللى كنت عاوزه
انا مش مجنون بس مش زيك "
صمت طويل انتابنى لم يخطئ فى حرف واحد مما قاله وكانه يحيانى بالفعل الحياة نتيجة وما اهمية اى نتيجة فى ذلك العالم اذا كنا لا نستطيع الحصول على لحظة هدوء نفسى واحد او لحظة سكينه اذا كنا نندفع مع امواج البشر نبحث عن شئ لا نعرف اذا كانت كل النتائج تؤدى إلى زيادة الاندفاع والسقوط بين تروس المفرمة للحظة تمنيت ان اكون مثله لا احمل اعباء ذلك العالم ..
افقت من غيبوبة صمتى الطويل نظرت فى ساعة اليد وجدتها تعدت منتصف الليل بقليل بحثت عنه لم اجده بجوارى قادنى فضولى داخل سكة المهابيل بظلامها الدامس فاين من الممكن ان يوجد مجنون سوى بهذا الطريق وجدته فى منتصف الطريق عارى كما ولدته امه يدندن بكلماته الغير مفهومة يتحرك فى حركات راقصة انسيابيه لا تتوافق مع ضخامة جسده انتابتنى رغبة عارمة فى أن اقلده اغمضت عينى بدأت استمع لموسيقى العالم التى لا اعلم مصدرها تحسست نسمات الهواء البارده تخترق الجسد تمردت على الملابس تمردت على نفسى تمردت على العالم ورغم الظلام اصبحت الرؤية اكثر وضوحا وبدأت حركات الجسد فى التناغم مع موسيقى العالم صرخت اخرجت كل غضب العالم من داخلى رقضت وتحررت التحرر الكامل من كل شئ للوصول للا شئ فانا فى النهاية لا شئ تلاشيت مع الهواء واتحدت مع الارض وتناغمت مع الحيوانات الشارده لم اتوقف سوى مع شروق الشمس وانا اشعر بكل راحة العالم تتجمع داخلى ....
تمردت على العمل انطلق اخبر الجميع بروعة التجربة فى النهاية انتهيت إلى جواره انتظر منتصف الليل للدخول إلى سكة المجانين تبعنى بعض من اخبرتهم يريدون خوض التجربة بعد تأكدهم من حقيقة كونهم لا شئ .... مع مرور الايام زاد العدد مع انتشار الخبر واصبح الجميع يتوقف منتظرا ان يخوض درب التحرر الكامل درب منتصف الليل اللا نهائى للهروب من لا شئ إلى لاشئ نصرخ ونرقض ونرقص وكل يوم يصبح العدد فى ازدياد انضم إلينا الكثير من النساء والكثير من الرجال واصبح سكة المهابيل هو الطريق السرى الوحيد للتحرر والذى لم يحتمل العدد توقفنا عن الرقض حيث لم تعد هناك مساحة للرقض فقط اصبحنا نرقص وندور فى حلقات مفرغة لا تنتهى سوى مع شروق الشمس.
زات يوم لم نتوقف مع الشروق وتعدينا درب نص الليل وتابعنا نستحم بنور الشمس هالنا ضخامت العدد فى وضح النهار وكان كل من فى المدينه لا يساوى شئ ويهرب من لاشئ إلى لاشئ لم نخجل من عرينا وانطلقنا خارج سكة المهبيل ننطلق بجنونا داخل شوارع المدينه تقتتحم صرخاتنا صدور الجميع تبعنا الكثير ورفضنا البعض تحولت المدينه إلى بحر من التمرد لا تستطيع قوات الامن ان توقفه بل اندفع بعضهم معنا فى جنوننا ..........
" لا جدار بيلم ولا مرًه بتهم . انا مش مجنون لكن لو العقل معناه انى اكون زيك وزى الباقى يبقى مش عاوزه يا باشا "
هذه كانت كلماتى لظابط الشرطة الماثل امامى ليحرر لى محضر بتهمة اثارة الشغب والتحريض على التجمهر وتهمة فعل فاضح فى الطريق العام دون ان يعى ما يحدث
Tamer_silit
16/08/2008
1.10am